مقالات متنوعة

لغتنا هويتنا

وقت النشر : 2022/04/02 01:31:12 PM

لغتنا هويتنا

كتبت: إيمان عرابي

اللغة العربية ذات تأثير إيجابي في تشكيل شخصية الفرد وتكوين خلفيته الثقافية، فكلما تمكن الفرد من لغته العربية استطاع أن ينمي معارفه سواء من التراث أو من الزمن الحاضر، لكن اللغة العربية لم تبقَ صافية سليمة، فهي تواجه تحدٍ صعب تجاه ما جَدَّ في حياتنا من ألفاظ مستحدثة سواء ما يجري على الألسنة أو ما تكتبه الأقلام، وأصبح هذا خطرًا شديدًا وتحديًا واضحًا يواجه اللغة العربية ويهدد كيانها ويكاد يطغى عليها في عصرنا الحاضر. وهذا التحدي فرضته علينا الوسائل المستحدثة في حياتنا من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، حيث نجد أن كثيرًا من الأفراد يستخدمون ما يسمى بالفرانكوأراب وهو كتابة اللغة العربية بالحروف الإنجليزية، والقلة الذين يكتبون باللغة العربية أخطاؤهم يندي لها الجبين، فنجد للأسف الأخطاء الإملائية كثيرة جدا والتي وصلت للخطأ في كتابة لفظ الجلالة فيُكتَب “واللهي” بدلا من “والله”. لذا من أهم المؤسسات التي يجب أن تساعد في الحفاظ على اللغة العربية هي وسائل التواصل الإجتماعي التي تقوم بدور هام في نشر الثقافات المختلفة، حيث يمكن نشر ثقافات مختلفة مع الحفاظ على لغتنا العربية التي يمثل الحفاظ عليها الحفاظ على الهوية العربية والتراث الثقافي الذي يتمثل في جانبين أساسين الأول ملموس مثل الأبنية والمدن، وجانب غير ملموس مثل العادات والتقاليد والمعتقدات.

 

اللغة هي الوعاء الذي ينقل التراث بكل ما يحتويه من لغة وفن ودين وتاريخ عبر العصور، لهذا فالحفاظ على لغتنا العربية هو الحفاظ على تراثنا بكل مايحمله من ثقافات وحضارات تميز الأمم عن بعضها . وهناك علاقة وثيقة بين اللغة والهوية فنجد أنه عند استعمار أي بلد أول ما يفعله المستعمر هو تغيير لغة البلد في كل المؤسسات وإحلال لغته مكانها لطمس هوية البلد، لذا لو عرفت الشعوب العربية أهمية اللغة العربية ما تركوها تنفلت من بين أيديهم، فهي إرثهم الإجتماعي وهي أيضا تحافظ على الهوية الخاصة بكل فرد وليس هوية الأمم فقط، فالتمسك باللغة هو السبيل لحماية وتحصين الأمم.

 

وفي الختام أناشد كل عربي وكل مصري بأن يحافظوا على اللغة العربية لغة القرآن الكريم لغة الضاد فهي هويتنا وتراثنا.

أيها الآباء، أيتها الأمهات حثوا أبنائكم على ترك الكتابة بالفرانكوأراب، صححوا أخطاءهم اللغوية، لا تتركوهم للألفاظ الدخيلة على لغتنا سواء كانت سيئة أو غير سيئة، لا تفرحوا عندما ينطق أبناؤكم الكلمات خطأ أو يتكلمون بلغات مختلفة تحججًا وفخرًا بعدم إجادتهم اللغة العربية، فضياع لغتهم العربية هو ضياعكم داخل ذكرياتهم. تمسكوا باللغة العربية فهي الكرامة والهوية لكل مصري وكل عربي.

زر الذهاب إلى الأعلى