مقالات متنوعة

فرحة عيد بطعم جديد  

وقت النشر : 2022/05/02 03:08:20 PM

كتبت: سلوى محمد علي

مع أولى نسمات فجر اليوم، وبحلول أول أيام عيد الفطر المبارك، تابعت بمزيد من الحنين والشوق والفرحة مشاهد ومظاهر الاحتفال بالعيد من حولي، وتذكرت السنوات الماضية، والتي حفرت بأرواحنا أنين نداء للمة العائلة والأهل والأحباب، وتذكرت كم تمنيت من المولى -عز وجل- أن نمارس مرة أخرى حلاوة صلة الأرحام دون أن نلتف أو نخاف من أنفسنا ومن الاختلاط والتقرب لأهالينا، وشعرت ببركة بيوتنا الغائبة التي عادت بعد طول انتظار.

 

تذكرت السنوات العجاف الصعبة التي مرت بنا وعلينا ونحن في عزلة مقيتة لا مقبولة؛ عزلة فرضت على العالم كله فجعلته في وحدة كاملة، وتمنيت أن يرحمنا الله ويزيل هذا الوباء، ويخفف عنا الابتلاء الذي أصابنا بالهلع والوجع، وودعنا فيه أحباب وزملاء وجيران كثيرين، فتركت بصمات تلك الأيام في قلوبنا الكثير من الذكريات.

 

نظرت حولي في ترقب وارتياح، ووجدت السعادة تعلو الوجوه، والجميع يحتضن ويرتشف من رحيق لمة العائلة والأصدقاء، تلك اللمة التي تدللنا عليها كثيرا قبل أزمة الوباء، والتي لم نعلم قيمتها إلا بعد أن حرمنا منها رغما عنا، فأصبحنا ندعي الله أن نعود لطبيعتنا ونحلم بها وبكل عاداتنا اليومية الروتينية، التي طالما تضجرنا منها ولم نكن نعلم كم أنها نعمة كبيرة أنعم بها المولى -عز وجل- علينا.

 

تحسست اليوم القلوب نظرات العيون التي تشعر بالحنين لكل من افتقدناهم وراحوا عن عالمنا، والمتلهفة أن ترى كل من فرقتنا الظروف عنهم، حينما كان الاختباء خلف الأبواب المغلقة هو سبيلنا للنجاة حتى لا نؤذي من نحب، فدفعنا حبنا وخوفنا عليهم إلى الهروب منهم لا لشيء سوى لتأمينهم حتى لا نفقدهم.

 

واليوم، نحمد الله على هذه الانفراجة والبشارة التي حلت علينا وصاحبتنا بقدوم أعيادنا، لنحتفل جميعا ونحن في أحضان الطبيعة، ونشكر المولى -عز وجل- على كل نعمه وخيراته، وعلى لمتنا الحلوة فقد كنا نردد في فترة التباعد بأنها حياة، لا والله فأساس الحياة في القرب وهدوء القلب من الله وحولنا كل من نحب، وأفئدتنا تدعوه -بصدق- أن يحفظ لنا الأحباب، ويرزقنا راحة النفس والعقل والضمير للأخذ بالأسباب.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى