مقالات متنوعة

حصانة أم 

وقت النشر : 2022/05/04 08:00:08 PM

كتبت : سلوي محمد علي 

 

مس تجسيد حالة “فاتن أمل حربي” العديد من أوتار الألم لدى مجتمعنا، ممثلا ألم وموجعات تغلغلت فيه على مر العصور، مجتمعنا الذي يحبو نحو توصيف الأشياء بمسمياتها، ويهفو إلى الشعور بالآدمية الفطرية داخل كل منا، ونستجيب لما دعت له كل الرسالات السماوية السمحة، وما نصت عليه كل الشرائع التي تطالبنا بضرورة أن يقوم كل منا بدوره الذي خلق من أجله.

 

ذات صلة

أكد مثلث الحكاية أن معني الرجولة ليس بأن تكون ذكرا، بل بأن تكون رجلا حقيقيا بمسؤولياتك، وقوامتك، وعقليتك التي غلبها الله بداخل كل رجل على ميل القلب، شدد على حقيقة أن الرجل يجب أن يكون وتدا قويا، والمرأة هي جذور هذا الوتد، وتحمل على عاتقها أفرع المجتمع العديدة، وأنها هي أيضا أحد أركانه القوية التي ترسم بأناملها خريطة مستقبله، ويأتي الضلع الأخير الهام وهو دستور ومنهج الحياة ليكون ميزان تحقيق العدالة المنشودة، والذي يقف ثابتا على مسافة واحدة من الجميع.

 

هنا نتساءل، هل تستطيع الدراما الإنسانية تغيير واقع مرير لمعضلات بشرية زحفت بوجها القبيح إلى أن باتت كابوسا مزعجا وجب فك طلاسمه؟!

 

ليس صعبا أن نحلم بمزيد من التغيير طالما أن الطريق ممهد لذلك برعاية قيادة واعية تعي دور المرأة العظيم، ورأينا أنه -خلال سنوات بسيطة- تم نقل ملف المرأة من نقطة ضوء خافت إلى دائرة ضوء زحفت لإكمال نصوع بدرها، ودعم -بقوة وإصرار- لحقها الأصيل في أن تعيش وهي متمتعة بحصانة من نوع جديد “حصانة أم”؛ بمعنى أن تحيى في أمن وأمان يحاط بها منذ الوهلة الأولى، وحماية حقيقية من غدر أزواج تربوا على تفشي ذكورية مجتمع عزز فرص اقتناص وابتزاز المرأة واستسلامها، ذلك بأن جعلها تعيش جسدا بلا روح بعد أن أوقعها نصيبها العثر فيما ينسب لفصيلة الإنسان وهي منه براء.

 

أثارت وعبرت ثغرات روايات متعددة لأمهات تم تشريدهن وأبنائهن عندما يتخاذل فصيل من الآباء ويسبح في طريق العناد والبعاد والقسوة، حتى ينتقم لذكوريته المذعومة في إذلال متعمد فيثبت -بجهله- أنه يستطيع بحقه المزعوم أن يكيد ويهين ويسخر ويعربد بلا هوادة.

 

استطاعت الحالة هنا -والتي تعتبر صرخة من أعماق المجتمع- أن تخلق انتفاضة جادة عبرت عن ملايين الأمهات اللاتي تستنجدن بمجتمع بأكمله، بل وتسعين نحو كسب تعاطفه، مطالبات في حقهن في تغيير ما أثبت سوء تطبيقه عبر معاناة السنين، سواء في حق الأم الأصيل في الولاية التعليمية لأبنائها، أو في مسكن الحضانة الذي يحميهم من التشرد، أو اللجوء للاستضافة في بيوت الأقرباء، أو في سبل إقرار نفقة إعاشة سريعة تجنبها مذلة السؤال من الغرباء، أو غيرها من منغصات كثيرة تعيشها أسر في ضياع لهوية الأبناء، لذلك تمنت بأن يتم تعميم تطبيق العدالة التي أمرنا به المولي عز وجل.

زر الذهاب إلى الأعلى