مقالات متنوعة

 أنا وطفلي

وقت النشر : 2022/05/15 11:11:25 AM

كتبت: شيماء كساب

الحلقة الثالثة

“ماذا سيحدث إن لم أستجب لرغبات طفلي؟”

معظم الأمهات لا تعلم أن طفل المهد يقوم باستخدام عملياته العقلية حتى يدفعنا دفعًا نحو تلبية رغباته، والتي تقتصر على الاهتمام به والتفاعل معه فقط. تنشغل الأم عادة بأعمالها المنزلية تاركة الطفل مستلقٍ بأحد الأركان، ظنًا منها أنها قامت بواجبها على أكمل وجه، ولكن هيهات، فلا تمر دقائق معدودات إلا وتسمع بكاءه الذي لن يتوقف إلا إذا قامت بحمله وهدهدته، فيقابلنا هنا سؤال، ألا وهو:

ذات صلة

 

“ماذا سيحدث إن لم أستجب لنداء طفلي المتمثل في بكائه؟”

 

في هذه الحالة -فضلياتنا- سيحدث شيء من اثنين؛ الأول أن يستخدم طفلك عملياته العقلية، ويستخدم منهجية معينة تبدأ بالإدراك، ثم فرض الفروض، ثم معاينة الأدوات، وتنتهي بالتنفيذ باستخدام تلك الأدوات، فهو أدرك أنه يرغب في التفاعل معك، ففرض الفروض وبدأ يتحاور مع عقله: “ما الذي جعلكِ تأتي ثم تراجعتِ؟” فيدرك حينها أن البكاء هو ما جعلك تستجيبين، وأن الكف عنه هو ما جعلك تذهبين، فوجد أن أدواته المتاحة هي البكاء فقام بالبكاء، وهي مرحلة التنفيذ وقرر ألا يكف حتى تأتي فتأتي، ولكنك قد تأتين غاضبة بوجه عابس فيضطر ذاك الصغير باستخدام ذكائه الوجداني، ويعد ذاك المدعو بالذكاء الوجداني أقوى سلاح يمتلكه طفل المهد الذي لا يقاومه أي شخص وهو المناغاة؛ فيتحول إلى وضع المشاكسة والضحك واللهو، ويستطيع أن يجعلك تقومين بكل ما يرغب به بمنتهى الذكاء، وتحويل وجهك الممتعض بكل سهولة إلى وجه سعيد متجاوب.

 

أما عن الأمر الثاني الذي من الممكن أن يحدث هو الكف عن البكاء بعد أن فقد الأمل في أن تستجيب له الأم، وسينجم عن هذا تصرفات غير سوية مثل خربشة وجهه، الانطواء، سيتوقف عن المناغاة، سيصبح عصبي أناني، وعدة أزمات نفسية لا حصر لها.

 

وعليه سيدتي، فاعلمي أنكِ المتحكم الأساسي في حياة طفلك، وكونه ناجح أو غير ذلك الأمر ليس صعب البتة، فقط راقبي رغباته وتعاملي مع ذكائه بحرص.

 

وأراكم قريبا أخوتي في حلقة جديدة من سلسلة حلقات أنا وطفلي..

 

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى