مقالات متنوعة

أهمية الزراعة الطبيعية

وقت النشر : 2022/06/03 12:27:56 AM

بقلم: طلعت عبد الرحيم

الزراعة و تدخل الإنسان

كانت الزراعة منذ بدء الخليقة رعوية، عبارة عن نباتات وأعشاب تنبت من تلقاء نفسها بدون تدخل الإنسان، وكانت حياته معها عبر انتقاء ما يناسبه طعامًا وعلاجًا، ثم بدأ في استئناس الحيوانات ورعايتها، ومع ازدياد البشر وهجرتهم لأماكن مختلفة

بدأ يتدخل في الزراعة بأن ينتقل بما يلائم مكانه وظروفه وبيئته.

ومع الوقت، تدخل الإنسان في انتخاب أصناف معينة تناسب حياته وذوقه وقدراته، وعندما ازداد سكان البسيطة وبدأ المتواجد والمعروض لا يكفي لسد احتياجات حياته، فبدأ ينهل من علمه وأخذ ووضع أساليب متعددة لزيادة الإنتاج وتنوعه.

 

الحياة والصحة العامة 

ولما كادت المحاصيل لا تكفي بما تجود به الأرض من تغذية النباتات والمزروعات؛ بدأ الانسان يتدخل كيماويا باستعمال الأسمدة الكيماوية لتعويض نقص التغذية من الأرض للنبات، ومن أجل استنباط سلالات جديدة مهجنة وعالية الإنتاج كان لابد من توفير السماد الكيماوي، وقامت المصانع كي تلبي حاجة السوق منها، ومن ثم ضعفت مقاومة النبات الطبيعية.

وللحد من تناقص المحاصيل بسبب الحشرات والأمراض، بدأ الإنسان يتدخل لمكافحتها كيماويا، فظهرت صناعة المبيدات الكيماوية وانتشرت وتعددت، إلا أنها أصبحت مشكلة حياتية واقعية وملموسة، لما تسببه من مخاطر للبيئة والحياة والصحة العامة، بل وتسببت في أمراض خطيرة للإنسان.

وبازدياد استعمال الأسمدة والمبيدات الكيماوية أصبحت المحاصيل مصدر جزء من معاناة البشر من أمراض ونفقات زائدة، كما أن المحاصيل تغيرت من ناحية الطعم وتأثيرها الصحي.

 

الرجوع الي الطبيعة ومنتجاتها

وبدأ العالم ينتبه الآن لهذه المشكلات فنادوا بالرجوع الي الطبيعة ومنتجاتها ، وهنا ظهرت ما تسمى بالزراعة الطبيعية أو الأورجانيك، وباتت بعض الطبقات تطلب محاصيلها دون غيرها، وهناك بعض الدول التي فرضت حجرا زراعيا على المحاصيل ذات المستوى العالي من الكيماويات بأن تمنعها من دخول أسواقها، ورحبت بالمحاصيل الأورجانيك، ونادت بنمائها والتوسع في زراعتها، وبدأت الشركات والباحثون بوضع حلول لكيفية تعويض الكيماويات سواء كانت أسمدة أو مبيدات.

 

بدائل الكيماويات

ظهرت شركات البيتموس والكمبوست وبكتريا العقدين أي “مثبتة الأزوت الجوي”، واستعمال المخلفات النباتية والحيوانية بعد تحللها تماما بمقاييس علمية متفق عليها، وذلك لتعويض مصادر الغذاء للنبات و بدائل للكيماويات أو حتى بتقليل استخدامها وتخفيف تركيزاتها، وعدم المغالاة فيها.

 

المبيدات الطبيعية

ومن ناحية المبيدات، ظهرت شركات المبيدات الحيوية، ثم توالى ظهور برامج المكافحة الحيوية التي تعتمد على دراسة أثر الكائنات الدقيقة والمفترسات في مكافحة والقضاء علي آفات وأمراض النبات، ثم ظهرت شركات المبيدات الطبيعية تنتج مواد ضعيفة الأثر الضار بالصحة، حتى ظهرت مؤخرا شركات مبيدات المستخلصات النباتية، وهي تعتبر أفضل المنتجات لعدم وجود أثر ضار، أو سام، أو متبقيات عند تحليلات المتبقيات، وهي لها العديد من الخصائص، فهي:

– سهلة الاستخدام.

– سهلة التطبيق على أرض الواقع.

– سهلة التخزين والنقل.

– ذات تكلفة مناسبة.

وهي التي تُستخدم الآن، حتى نعيد للمحاصيل جودتها وطعمها وفائدتها،

والحفاظ عليها من الآفات والأمراض بعيدا عن الكيماويات والحد منها.

 

 

دعوة للمسؤولين

 

لذلك وجب علينا أن نتقدم بدعوة للمسؤولين والمهتمين بالزراعة المستدامة والأمن الزراعي والغذائي والصحة والبيئة بأن يتبنوا هذه الأساليب والمركبات الطبيعية المستخلصة من نباتات ومكونات طبيعية لمكافحة مجموعة كبيرة من الآفات والأمراض النباتية، كبديل صحي للمواد الكيماوية الخطرة، فالزراعة الأورجانيك حقا هي المستقبل المشرق للبشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى