أخبار مصرأدبي

هل تذكرني يا بحر؟!

وقت النشر : 2022/07/16 02:27:07 AM

هل تذكرني يا بحر؟!

بقلم: سماح حامد

هل تذكرني يا بحر؟
منذ سنين جئت
ومعي قلب يملأه الحب
وحنان بلا وصف
هل تذكرني ذاك اليوم؟!

والآن،
رفقا يا بحر، عاشقة صرت
وقصدتك ألتمس الصبر
وأودع فيك العمر
وأطهر جرحي بماء الطهر
وألون أحزاني بلون نهارك
وأسرق منك بعض ضيائك
فسحبتني داخل أعماقك
بريئة كنت بلا أسرار
ونقية كوردة في بدء نهار
تتفتح حبا في حقل الأزهار
فركبت البحر
مركبتي كانت أنوارا
وعيوني تتراقص حبا للإبحار
لم أرَ إلا اللؤلؤ والأصداف
وحبيبا يهديني نهارا
لم يخبرني أحد أن الحب
رحلة تملأها الأخطار
وأنا بلا أشرعة أو بوصلة
أبحر ضد التيار

ضاعت مركبتي في بحر
وظللت أعافر ليل نهار
لا أدري هل حقا موت،
أم أن الحلم سراب وفرار؟!

عنواني، كان أنت
وحين رحلت، ضاع العنوان
صوتي، كان أنت
وحين رحلت، مات الصوت الرنان

يا وجع القلب العاشق
مات القلب، وماتت كل الألحان
في بحر بلا أرض أو جدران
لا اتجاه أعرف، لا مكان
أبحرت خلفه حبا
ومات الشوق بعدك غدرا
ونار العشق أحرقت كل الشواطئ
أرَّقت نومي، وسلبتني صبري
وباعتني أجزاء في كل فنار

جزء ينتظرك
والآخر يتهمك
والثالث يبكيك
والرابع خلفك يتوجه
والخامس مني يتوجع

ماذا أقول يا وصف الألم؟!
يا كل المر وصوت الأحزان؟
مُنذ سنين، لم ألمح قلبا وحنانا
منذُ زمان، لا مرسى تقبلني منذ زمان
مُنذُ سنين، والعمر يمر بلا استئذان
والآن، كيف أنجو الآن؟
كيف ألملم أشلائي؟
كيف أصارع أجزائي؟

لا أرى الطريق، كنت غريبا، صرت غريقا
لا يد تمتد، لا قلب يستأمن، لا وعد
الشط يرفضني، والبحر حطام
رحلت عني كل الأحلام
وماتت في عيني كل الأيام

 

زر الذهاب إلى الأعلى