أدبي

حب وعذاب

وقت النشر : 2022/07/24 10:27:19 PM

حب وعذاب

بقلم: مونيا بنيو

الجزء الأول

ألبسته لباس الفارس المغوار، كان عليّ أن أرصعه بحلل أحلامي، ما كان أمامي إلّا هذا السبيل، كنت رومانسية إلى الحد الخرافي، كثيرا ما كنت أبكي عندما يصفني بالخيالية المجنونة على الرغم من أنه لم يكن صالحا للحب أبدا، ولا يليق له أبدا.

جعلته فارسي وألبسته كل ما يحلو لي. وكل ما يلمع شخصيته في كل وقت وكل حين. جعلته سوبر مان وروكي. جعلته روميو ألان ديلون. وحتى الأمير الذي أنقذ الأميرة النائمة فقد كنت كما يقولون بارعة في لعب الأدوار الرومانسية المميزة لحياتي مع عزرائيل زمانه. المتعجرف بماله، المغرور بجماله وعلاقاته وتسكعه في شوارع مدينتي المجنونة لبناء عائلة أتمناها مستقرة وساكنة أحيانا، مع بعض الجنون، سجائر كثيرة، وبعض الموسيقى.

حين سألته في المرة الأولى من اجتماعنا: كيف ستكون حياتنا؟ قال: رائعة؛ لأنك الرائعة التي تمنيتها. وكان يعلم علم اليقين أنني لست عادية. والولوج إلى قلبي لم يكن سهلا. يتوجب عليه الكثير من الجهد والجهاد. كان يجب أن يتوضأ بماء التضحية والاحتواء وأن يسقيني الاهتمام والأمان. وأن يخلع زي الطيش والتهور والتعجرف بهندامه وبسلساله، واهتمامه بآخر ماركة لسيارة تثير الجدل حوله. فهو لا يشبهني بشيء؛ متهور طائش. لقد اجتمع في رعونته مع رومانسية ناصعة، وحقيقة واضحة لم يدنسها ماضٍ وروايات. لأني أبحث عن المثالية في زمن اللا معقول كان أول من تمكن من الغوص بعسلية عينيّ لتمتزج مع خضرة عينيه فامتزج العسلي بالأخضر ليتلون الوجود بلون الأورجوان. كان أول من دندن اسمى حلالاً. وأول من غازلها على مرأى من العالم. كنت أصنع منه كل الشخصيات التي أحببتها. كان أبي في الصباح، وأمي بعد الظهر، وصديقي مع الإفطار، وأخي عند الخروج، وزوجي في أصعب مواقف حياتي. كنت أتمناها جميعها في شخصه، ليبرع في كل ما يليق بالدور.!!

لا أعرف أي حظٍ هذا الذي جعلني ماهرة في كل شيء. لطالما جعلته يرتدي الكلاسيك لأنني أحب تفاصيل تلك السهرات والحفلات. أحببت أن تكون تفاصيل حياتي على هذا الرتم. كنت أضيف بعض الملمعات على ذقنه وشعره غير المرتبين. وحتى اختياري لعطره وسواره الذهبي الذي غيرته للفضة. وتلك الشمائل التي تريحني،

حاولت أن أجعله يترك كل شيء لأجل أن أعيره اهتمامي، لأنتشله من بؤرة ضياعه التي لم يجنِ منها شيئا لسنين عدة. حاولت أن أتقن التمثيل لأعيش أكثر وأجمل أيامي كي يعطيني الله سكينة ورضا. أغرقت تفاصيل حياتنا بأحلامي على الواقع. رمته يسير على أحسن وجه واكتفيت به، فقد حلمت بأن يكون كل أحلامي،

وحين غاص في عمق أعماقي، كنت أحسن السباحة، وكنت الصديقة والزوجة بإغداقها في حياة أفضل زوجين.

حاولت كثيرا، سعيت بكل جهدي لأكون أنا برومانسيتي مع من لا يعرف عنها شيئا. ولم تغير طريقتي في شخصيته أي شيء. فمن شبّ على شيء شاب عليه. وكل مرة تبرز المخالب السامة في معظم تفاصيل حياتنا

قلت له يوما ما: ما رأيك أن تبتعد قليلا لنعيد حياتنا ونستدرك أشياء تزيد في انسجامنا؟.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى