امرأة لا تُنسى

بقلم: فايزة ضياء العشري

أعرف جيدًا أنك لن تقدر على نسياني مهما حاولت، فرَّقت بيننا الأيام. ولكنها لم تفرِّق بين ذكراي وعقلك، فلا أحد يمكنه نسيان شخص أعطاه كل هذا الحب والاهتمام. لا أحد ينسى أول دقة قلب صادقة بسهولة، ولا أحد ينسى من كان يبعث فيه أملًا جديدًا للحياة. لا أحد ينسى من أهداه تنهيدة الراحة بعد أعوام من القلق.

صدقني، لا أحد ينسى من تسللوا خفية إلى وجيف القلب، وركنوا بعيدًا في طيات الذاكرة. لذا، لن يستطيع قلبك التغافل عن كل ما قدمته لك.
أتعرف؟!
النسيان النعمة، لكنك لن تحظى بها أبدًا، وفي الحقيقة لا أتمناها لك.
صحيح أنك قد تتناسى، وتحاول التلهي، فتُشغل بالك بألف قصة وحكاية. لكن قصتي ستظل تطفو على سطح تفكيرك من حين إلى اَخر فلا تنسى. ستذكرني فجأة في زحام أيامك الخالية مني، أو في ليلة ما، ستذكر ضحكتي ومزاحي، أو يمر من أمامك شخص يشبهني فتتمنى وجودي بحق ولا تجدني.

حينها، ستُجدد محاولاتك الفاشلة مرة أخرى للنسيان، فتُغرق نفسك في لُجة الانشغال، لكنك تنتبه فجأة على صوت أغنية أهديتك إياها ذات ليلة. فتمر الذكرى على بالك فتبتسم ولا تنسى. ولن تنسى؛ فامرأة مثلي لا تُنسى مهما حاولت.