أدبي

نبوغ فطري

وقت النشر : 2022/07/26 07:47:16 AM

نبوغ فطري

بقلم: مريم خالد

مُنذ نعومة أظفارها وهي لم تر سوى الجمال، تجرحها الأشواك فتقول: من فرط حبها لي آلمتني،

تصفعها الحياة فتضحك مقهقة بعينيها الدامعتين وتقول بصوت يعتصره الألم: أهكذا تداعبينني؟

تتعامل مع الجميع بفطرتها، لا تميز بين أصناف الناس، فهي لا تحب أن تكون إمعة، تعامل الخبيث بقلبٍ حليم،

وعقل حكيمٍ، ولا ترد الكيد بالكيد، دائما تغلبها فطرتها النقية، تتعامل مع الطيبين بالرأفة واللين؛ فهي تدرك مدى حساسية قلوبهم.

تسقي البذور، وتنثر الياسمين على جدران القلوب المنهكة، يفوح منها العنبر والعود، إذا رأيتها حسبت أنها خلقت من الورود.

تمنح الحنان وهي في أمسِّ الحاجة إليه، حنانها الذي تمنحه للآخرين يشبع غريزتها المولعة بآلام الاحتياج،

مرارة الخذلان زادتها رأفة وحنانا، يحسبها الجاهل صخرة صماء، وهي أرض ظاهرها مستقر، وباطنها مولع بحطام البركان.

خلوقة إلى الحد الذي يشعرك وأنت تتحدث معها أنها أزهرية،

إن سألتها في علوم الدين ترى موسوعة متعددة الآفاق فتحت على مصراعيها، تبهرك بنفحاتها الفقهية وتعاليمها الدينية،

إذا ناقشتها في الأدب أو التاريخ أو الطب تبهرك فلسفتها، لا تمل الحديث معها، ثرثرتها قصيدة شعرية،

وصراخها نهضة أدبية، وحديثها أنشودة دينية.

توقن حين تحادثها أن عمرها يتخطى الثمانين وهي ابنة العشرين من عمرها، هكذا هي، صاحبةالفطرة القوية.

فإن صادفت أنثى بتلك الصفات، لا تفلتها من يديك؛ فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها.

نبوغ فطري
نبوغ فطري

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى