أدبي

الليلة ٢٧٠

وقت النشر : 2022/07/31 07:08:51 AM

الليلة ٢٧٠

بقلم: أحمد بشير

مرت كل هذه الليالي، لا أعتقد أنها مرت من أمامك بسهولة، لكنها مرت.

أعلم أنه قد يحدث وأن نحتاج ملامح شخص شوهناها بأيدينا، أعلم أنه قد نحتاج الأمل من روح خيبنا أملها،

في الليلة ١٣٧ كنت أنازع ما بين الأمرين، وفي الليلة ٧٩ ازدادت رغبتي بالاختفاء، وفي كل الليالي كنت أهندم نفسي لأعذارك الخيالية،

لكنكِ لا تأتين أبدا، كأنني لست موجودا، وكأنني لم أولد حتى.

في الليلة رقم ٦ كنت أتخيل أن تأتيني بصوتك كقارب نجاة صغير، لكن تذكرت جيدا أنك من أهداني هذا الغرق،

أنت بعيدة جدا ولا وصل بيننا، أنت قريبة جدا ولا حاجز يخفيك من أمامي، بيننا فارقٌ لا يشبه الفوارق،

أنا أريد، ولكن لا أستطيع، أما أنت فتستطيعين، لكنك ضيعت عمدًا مفاتيح الإرادة، أنت الآن في الليلة ٢٧٠،

أما أنا فلم أزل أُحاولُ جاهدا أن أخرج

من الليلة الأولى،

ولم أزل أقرأ برعد اللامبالاة جميع السطور التي كتبتها وأنا أمطر كطفلٍ يبيع الحياة على الرصيف،

ورصيفٌ يشتري الطفل من الحياة، كقطعةٍ ضائعةٍ منه، وجدني الضياع

لأُكمله، مرهق جدا هذا الطريق، ليست في بدايته أعينٌ لتوديعي، ولا في نهايته أذرع لِاستقبالي

، وليس فيه أحد يذكرني، ولا فيه أحد يحاول نسياني، وهذا الطريق مرهقٌ من نفسه.

الليلة ٢٧٠
الليلة ٢٧٠

بينما. كذلك ثم بينماالليلة ٢٧٠بقلم: أحمد بشير

 

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى