أخبار مصر

صداقة على موائد الفراق

وقت النشر : 2022/08/13 02:22:43 PM

صداقة على موائد الفراق

بقلم نجوى مصطفى

في يوم الصداقة أكتب إليكم وكأنني لم أعد أتحمل مسؤولية هذا اللقب، ولم تعد لي القدرة على الحفاظ عليه.

كانت تجمعنا أيام الدراسة في المرحلة الإعدادية وترافقنا إلي الثانوية العامة، وكنا نقول لن يفرق بيننا شيء؛ لكن فرقتنا دراسة الجامعات.

_ جمعتني الدراسة مرة أخرى بمن كانت توأمًا لروحي خلال فترة الجامعة،

ترافقنا في كل الخطوات؛ حتى تمازجت ملامحنا واختلطت أسماؤنا بين الناس، فكنا روحاً واحدة تتملك جسدين.

كانت رفيقة دربي وكاتمة سري، تعلمت منها الكثير وبعد التخرج فرقتنا الحياة والزواج وانقطع عنها الاتصال،

لكني أذكرها بظهر الغيب وأفتش عنها لعلي يوماً أجدها بين وجوه الصادقين .

صداقة على موائد الفراق

_ جمعتنا غربة الأوطان فكن لي أهل بعد أهلي، فتعلمت منهن كيف تكون البداية لرحلة الآخرة، جمعتنا حلقات القرآن، وحفلات الود، ظللتنا أسقف المنازل، وسماء الحدائق،

و بللتنا زخات المطر على أرصفة الطرقات تملؤها قهقهات الأطفال بين جموع الحاضرين، وبالنهاية فرقتنا الأماكن هنا وهناك،

و لم يعد يجمعنا غير دعوات نرسلها وننتظر تهيئة الظروف كي نلبي رغبات اللقاء .

صداقة على موائد الفراق

_ جمعنا قرب المكان، فلم يفصلنا غير بضع مترات لم تشكل عائقاً في اللقاء،

تمازجنا حتى أنها كانت تشعر بقلبي إن أصابه ضيق، فتبادر بالاتصال .

كنت أتوسد أحضانها في بعض الأوقات، كانت مرآة تعكس أوصافي فأراني في بريق عينيها، فترشدني إلي طريق الصواب.

قلت لنفسي يوما وما يفرق بيني وبينك شيء كما في سابق العهد مع الأصدقاء، ولكن كتب على قلوبنا الفراق حتى موعد اللقاء.

_ أخشى على من أن لا يتبقى معي من صديقات فأحاول منع نفسي من زيادة القرب والتعلق حتى لا أفقدهن كما كان عهدي سابقاً، فكلما تعلقت بصديقة فرقت بيننا الأيام.

لم أعد أتحمل آلام الفراق، ولا تجربة جديدة في محيط الصداقة، أضع الفواصل كي لا أستفيق على أنغام الرحيل، وكأنها رسائل ربانية بعدم التعلق بغير الله .

زر الذهاب إلى الأعلى