أدبي

أمسية حزينة

وقت النشر : 2022/10/19 11:39:33 PM

أمسية حزينة

بقلم: مونيا بنيو

في أمسية حزينة
في شفق رمادي باهت قال،
ثم أعاد:
بالفعل، أنت السكينة، والمسكن
أنت شط الأمان، والملجأ
ولدت لي، وولدت لك
أنت شطري، ونصفي
أنت من دمي، من نسيج الأيام
من أحلامي الغابرة
ما كنت لأكون هذا البطل المغوار
أغازل الليل والنهار
تربعت على عرش الوجود
بكل أناقتك
إنك قرنفلتي، وياسمينتي
أمسيتي، وبسمتي
ونرجسة حياتي
كأنك النسيم، والندى
ورحيق الحياة

وانتفض بكل ما فيه
أنا هنا لك، وبك، وإليك
لنتعاهد على أن نحاكي الوجع
وبالفرح نبني أحلامنا
الشاهقةالمستحيلة
وآمالنا الضائعة
من جسد الوجع نبني جسورًا
لا تزعزها الكوارث الكونية
ولا الحياتية
ونقتل ضعفنا
تطايرت ضحكاته الهستيرية
لتقتل الرتابة بشهقاته المصطنعة

قال:
فأنا أبصر ما في أغوار روحك
احضني جنوني
وطيري إلى المستحيل
من رحم وعودي
ارسمي الحاضر
واغزلي المستقبل معي وبي
لنترك الأحلام تغزو العمر
لتتبرعم أمامه الحقيقة
ستطيرين إلى مجرات أحلامك
مجرة مجرة
اخطفي الألوان
والألحان الجميلة
عند كل تنهيدة
وازرعي الابتسامات المحنطة
لتزهر في مقلتيك وراحتيك
وننجب بسمات صادقة
من تحدينا
من وعودك، ووعودي
لتكوني ضلعي، وظلي
وبيلساني، وموردي، ووقودي

من بين بسماتك المبللة بالدمع
رفعت قضيتي إلى العلي القدير
الذي علينا خبير
وأعلمه توبتي فيك

قلت:
أنا الزهر الذي بك يرتوي
ومنك يزداد عطره
أنت المرجان، والياقوت
وبك أتزين
وقد تستطيع أن تعبأ روحي
بالجمال والحب
لأنجب العطاء وأغدقك
رخاءً، وبذخًا، وربيعًا، ودلالًا
فعلى قدر عطائك
يكون القطايف والوفرة
وبقدر جمالك
يزداد جمالي ونضارتي.

أمسية حزينة بقلم: مونيا بنيو
أمسية حزينة
بقلم: مونيا بنيو

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى