مقالات متنوعة

قمة COP27 بشرم الشيخ والقارة الأفريقية

وقت النشر : 2022/10/20 03:30:45 PM

قمة COP27 بشرم الشيخ والقارة الأفريقية

بقلم: مصطفى نصر

رغم أن القارة الأفريقية لا ناقة لها ولا جمل في تدهور المناخ، إذ أنها تمثل حوالي 4% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، إلا أنها من بين المناطق الأكثر عرضة للآثار الضارة لتغير المناخ. حيث أدت الآثار الضارة من الفيضانات والسيول إلى انهيار تام للبنية التحتية الفقيرة جدا في القارة عموماً.

فقد أثّر تغير المناخ سلباً على القارة، وزاد من معدلات أنماط الهجرة، بسبب تعطل سبل العيش. كما ساهم ايضاً في ندرة الموارد في أفريقيا، وهي عوامل من المحتمل أن تؤدي إلى توترات اجتماعية، وصراعات عنيفة، بين السكان على المستوى المحلي أو عبر الوطني، بما سينتج على سبيل المثال من احتكاكات بين المزارعين والرعاة، بفعل حركة الرعاة من مناطقهم بسبب الجفاف، بحثا عن مراعي غنية بالغطاء النباتي.

كمَا يتوقع إلى جانب ذلك – وفي القرن الأفريقي خاصة- أن يدفع الجفاف العائلات إلى الهجرة بعيدًا عن ديارهم، مما يفاقم من مشكلة اللاجئين من القرن الأفريقي إلى دول الجوار في منطقة الساحل، والتي كانت أصلاً تدفقات لا طاقة لدول الجوار بتحملها، لوفرة النازحين من هذه المنطقة طوال العقود الثلاثة الأخيرة حتى قبل هذا التدهور المناخي.

القارّة الأفريقية

كما يتوقع أيضاً زيادة التنافس على الموارد، الشحيحة أصلًا، مما يؤدي لبروز الصراعات في المنطقة على الموارد. لذلك يرى العقلاء ضرورة استباق ما سيحدث من تدهور في الأمن والسلام في القارة، بدعم القارّة الأفريقية في التصدي لآثار تغيّر المناخ على السلم والأمن، وهو ما يستوجب تحركات على أصعدة متعددة، ولا يمكننا تحمّل استمرار العمل بالبطء المعتاد.

ولأن الدورة 27 بشرم الشيخ هي دورة القارة الأفريقية في المقام الأول، فلابد أن تخرج هذه القمة بالتزامات ذات مغزى من الدول التي تشكل أكبر مصدر للانبعاثات من الدول الصناعية الكبرى بتوسيع الشراكات القائمة وتشكيل شراكات جديدة لوضع آلية خاصة لأمن المناخ. والآلية هي مبادرة مشتركة بين دائرة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمعالجة مخاطر المناخ والسلام والأمن بشكل أكثر منهجية.

 وفي الختام نأمل من القائمين على أمر القمة كوب 27 – ومصر في قيادة هذا الجهد الكبير – للخروج بتوصيات صارمة للحد من تأثير ارتفاع درجة الحرارة على القارة، وما يستتبع ذلك من الجفاف وارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة تواتر العواصف وشدتها على حياة الناس وسبل عيشهم في جميع أنحاء القارة، وعدم ترك السكان الضعفاء على خط المواجهة في الأزمات المتعددة والمتقاطعة.

مع أمنياتنا بالتوفيق لمصر التي تمثل قلب القارة الأفريقية النابض بالنجاح والتوفيق في إدارة القمة بما يحقق مصالح القارة الأفريقية المهضومة. ومصر في رأينا هي الأجدر بذلك.

قمة COP27 بشرم الشيخ والقارة الأفريقية بقلم: مصطفى نصر
قمة COP27 بشرم الشيخ والقارة الأفريقية
بقلم: مصطفى نصر

زر الذهاب إلى الأعلى