أحبك ولكن!

أحبك ولكن!

بقلم: فايزة ضياء العشري

أحبكِ جدًّا
ولا أملك في حبي أي قرار
أحبك جدًّا
لكني لا أقدر أن أقترب
ولا أستطيع أن أبتعد
ولا أستطيع منك فرار
وأي فرار؟
فإلى أين أهرب من حبي لك
وأنت النجاة، وأنت الوطن
وأنتَ نور الشمس إذا طلعت
أنت النهار؟!

أحبك جدًّا، وآهِِ لو تعرفين
أنك أنت روح الحياة
وأنك للعينِ نورُ البصر
وأنت السما بها الأنجمُ
وأنت عيون الحِسان
إذا ما السواد فيها اكتحل!
وأنت الربيعُ جميلُ الزهر
وأنت القصائد
حِسان القصائد
التي قد حَوَت بديعَ الجمل
وأنت النهارُ المضيءُ البَهي
وأنتَ النسيمُ الجميلُ الشجي
وأنت الشتاءُ وبردُ الشتاء
وليلُ الشتاءِ طويل السهر!

أحبك جدًّا
لكني ضعيفٌ ضعيف
وأنتِ بعيدة
كشمسٍ وقمر
كبحرٍ ونَهَر
كنارِِ تشُبُّ بأعماقِ صدري
فلا تتركُ شيئََا فيه أو تذر
وأنت غريبة كشمسِ الخريف
تشرق حينًا، ثم تغيم الدنيا في عينك
وتلوحُ العواصف ويأتي المطر

أحبك جدًّا
لكني أدورُ أدور
في دواماتِ خوفي، وغاباتِ فكري
وضعفِ قراري، ووخزِ الضمير
أحبك، لكن يا طفلتي
الحب شعورٌ مخيفٌ خطير
أحبك، لكن لا زلت جبانًا
لا زلت أخافُ الغرقَ في مقلتيكِ
ولا أستطيع النجاةَ من هذا المصير