أدبي

صوفيا (3)

وقت النشر : 2022/11/08 04:13:22 AM

صوفيا (3)

بقلم: مونيا بونيو

:(لعلَّ الله يغيّر حالي و ينور بصيرتي ويهديني).
ربما يتغيّر تفكيري و أحدهم يسكن يوماً قلبي
قد تتغيّر نظرتي لهذه الحياة وأنضج
ولا أبقى متجاهلةً مشاعر من حولي
متجردةً من مشاعر الأنثى التي تستلطف شاباً.
فقد تعدّيت المعقول و حيرت الجميع. ذات يوم وأنا أحمل كتبي.
شعرت أن شبحاً ذكورياً يقترب.
فأحسست بنفاذ الأكسجين من صدري
و أصابني قلق و رحت أركض و تسارعت خطواتي.
كذلك أردت أن أطير كعصفورة.
لم أكن أتصور أن أدخل قفصاً محكم الإقفال
فقد أصرّ ذلك الشاب ألا يسمح لي بأن أفلت منه ويمنعني من استخدام الجوال فقد خطفه من يدي بكل جرأة متجاوزاً كل الخطوط. ولا وسيلة لدي لطلب النجدة من أحد سوى الله ثم الدعاء!.
لم أخف على نفسي بل عليه لأنه أمام حالة مستعصية.
لكن كلامه لامس قلبي وعانق روحي!.
كنت أصارع نفسي و أصارع غروري، وأصارع أفكاري.
وقد أصابتني نوبة قلق حادة.
ما عدت أقوى على النظر في وجهه من جرأته المجنونة، لذلك حملت كتبي بعد سقوطها من يدي.
ورغم ذلك ومع اصطدامي بعمود وانا مسرعة هاربة من هذا التصرف ودون أن أدري سرت باتجاهه رغم أني ليس من عادتي أن أتجه باتجاه أحد أياً كان.
لكنه لم يترك لي مجالاً للفرار فقد حاصرني
وقد هددني أنه سيضع حداً لحياة سواه
وسيفتح قبره لو رضيت بغيره ؟!.
امتزج خوفي بضحكة هستيرية
قائلة: من تظن نفسك ياهذا؟!
ضحك كثيرا وقال: ألا تعلمي؟
قلت: بل أعلم أنك من تدعي أنك رجل.
أغرب عن وجهي فالرجال لا وجود لهم اليوم.
فأجاب: لا تغتري أكثر بنفسك ولا تتعدي حدودك.
ستثبث لك الأيام من أكون .
كانت عيناه تبرقان وكان فيهما تحدٍ غريب
قلت: لا يهمني من تكون ابتعد عن طريقي
فازدادت نبرة صوته ارتعاشاً وجنوناً
وقال وهو يتلعثم:
الأيام بيننا يا سيدة زمانك.
كنت مستغربة من ثقته العمياء بنفسه،
لكنني ولأول مرة يلفت نظري شاب بهذه الطريقة وكأن زلزالاً يهز كياني وينال من كبريائي.
وإذ به يحرّك جمودي ويكسر حدودي
ذُهلت وتسارعت نبضات قلبي وارتعشت يداي وبهتت مقلتاي من وقاره وجماله وجنونه وكأن طوق نجاة رميَ لي.
فقد حضر والدي و اتجه نحوي
وما إن رآه الشاب حتى ابتعد.
طلب مني والدي الصعود إلى السيارة
لم أقوَّ على الرد ورحت أتمتم بكلام غير مفهوم وأنا أتابع ذلك الشاب بنظراتي
فحملتْ نفسي المضطربة من كلامه بين أضلعي.
وقلت لوالدي: إنني متعبة.
قال لي والدي: معك هاتفك اتصلي بطبيبتك يا ابنتي.
أخبرته: ليس هناك داعٍ فأنا سأكون بخير .
فقال لي: هل تأكلي أو تشربي شيئاً ؟
قلت له: إنما أريد قليلاً من الراحة !
فذهب مسرعاًَ بي الى الطبيبة غير مكترثٍ بكلامي. وفوجئت الطبيبة بحالتي و دقات قلبي المتسارعة وطلبت مني ان أشرح لها سبب حالة الهلع التي انتابتني. أعطتني ورقةً لأدون عليها كل ماينتابني من أفكار ورقمها الخاص قائلة: سأتابع حالتك.
وقد استغربت تلك الطبببة من رفضي لشرح ما يحدث. كانت تصرُّ على أن نتحدث عن كل مستجداتي. فاستأذنتها دون أن أدلي لها بأي حرف و اتجهت خارجةً وأغلقت باب السيارة مستغربة مما يحدث معي وحالة الصمت التي انتابتني لقد فقدت ” صوفيا ” السيطرة على مايحدث بداخلها. و بعد أن وصلت البيت كانت تريد النوم .. والهروب من كابوس هذا اليوم.

صوفيا (3)بقلم: مونيا بونيو
صوفيا (3)بقلم: مونيا بونيو

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى