أدبي

حُزن..

وقت النشر : 2022/11/09 06:41:57 PM

حُزن..

بقلم: عزت أباظة

يبدو حزنه جميلا جدا، نبيلًا ومليئًا بالفروسية والشهامة.
حزن عميق لكن لا تتجهم له ملامح. ولا يؤثر على علاقته بمحيطه.
هو حزن لا يمنع من الضحك، لكن ضحكاته مرة الطعم.
حزن غير مرئي، لكنه شامل يغلفه ويمنعه من الاستمتاع بالحياة.
يسرى مثل نهر من الشجَن لا يتوقف أبداً. نهر بطيء الجريان لكن دائم.
لا يقطعه فرح ولا يغطي عليه مرح، باق في النوم ومتجدد مع اليقظة!.
في حزنه الجميل عشرات الدروس وعاها، وآلاف الصفعات تحمّلها. حزن بلون الخذلان وطعم الجراح ورائحة الخيبة!.
في هذا الحزن صمت وجلال ومهابة، ليس حزنا عارضًا فيزول، أو مؤقتا فيختفي لاختفاء العلّة. حزن جميل باقٍ ما بقى حيًا. يتحايل عليه ويحسن عشرته ويراعي حقوق صحبته، ويعامله معاملة المقيم الملازم لا الضيف المرتحل.
يتضاءل كل حزن في الدنيا ويصغر إما بزوال السبب أو تقادم العهد، إلا حزنه فهو باقٍ معه لا يتغير عنه، ولا يخرج منه.
وقد أحب هذا الحزن وتوافق معه لما فيه من بذل، وتضحية، وإنكار للذات، وما حوى من فشل وظلم وسوء معاملة.

 

حُزن.. بقلم: عزت أباظة
حُزن..
بقلم: عزت أباظة

زر الذهاب إلى الأعلى