أدبي

حلم

وقت النشر : 2022/04/18 06:36:29 PM

حلم
بقلم: أسماء أحمد

 

حلمت بأن نكون سويا؛ نأكل معا، نشرب

معا،

نتجول معا، نسافر معا، ونفرح معا،

نضحك معا، ونبكي أيضا معا، نتجاوز معا

كل صعب، ولكن ما حدث كان القدر؛ قُدِّر

لي أن أجد روحي في المفترق ولا

أمتلكها، قدِّر لي أن تكون أمامي ولا

أعانقها، لا أستطيع أن أحادثها وتحادثني،

لا أستطيع أن ألمس يدها التي ربما تكون

هي الأحن، الأمان لي، أن تكون دنياي.

قُدِّر لنا، وما لنا حيلة بالقدر!

 

قدِّر لي أن أعيش على وهم، يسعدني

تارة، ويحزنني أخرى، فما زال الطريق

مظلما غير واضح، المعالم مطمئنة،

ساكنة، أعيش على أمل، والأمل يعني

التفاؤل، والتشبث بالممكن، ومحو

المستحيل.

قُدِّر لي أن أتخبط، أتركها تأتي كما تأتي،

فلعلها تأتي كما تمنيت.

حلمت بورود، وزهور ذكية على قدر حبي

وروحي الطاهرة، ولكن قُدِّر أن يكن حلما؛

فالرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فلم

أحصد ما زرعت من أحلام وأمنيات، بل

حصدت خيبات وعثرات، لم أحصد إلا

خيبة بالحب.

لطالما حلمت به، ومن منا لا يريد الحب

الذي يخفق له القلب، وتفرح به الروح،

وتتلعثم أمامه الكلمات والعبارات؟!

أنت الذي لا تكف عن الثرثرة من قبل.

 

لم يعطني الفرصة، بل أجهضها في

بدايتها قبل أن تحلق بي للسماء، صفعني

بقلم على وجهي ليخبرني أن أظل على

الحلم دوما، طَوعتُ قلبي للقدر، وسرت

كما سار الكثيرون ممن عانوا وتألموا من

الحب، أتخبط من جهة إلى أخرى، ومن

طريق إلى آخر، لم أجد نفسي في أي

منها.

 

ذات صلة

نفسي هناك، في ذات الحلم، ولكنه كان

حلما، آمنت بأن أحلامنا حقيقة!

نعم، الأحلام حقيقة في ذاتها، لا تتغير

ولا تتبدل، ولكن الحقائق والواقع

يتغيران، يتبدلان،

يأخذان روحك من قمة الجبل إلى أسفله

دون مقدمات، فما عليك إلا أن تحلم .

ستجد في حلمك ما تريد، ما ترسمه

لنفسك على مقاس روحك وصفائك

ونقائك.

 

أما هذه الدنيا، فالصفاء والطهر فيها

قليل، والحظ فيها زهيد، فاصنع لنفسك

حلما وعش به، ولا تعش بالآخرين.

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى