مقالات متنوعة

عامٌ آخر في طي النسيان

قانون الأضداد

وقت النشر : 2022/12/31 04:48:52 PM

عامٌ آخر في طي النسيان

كتبت: سَلْمَى مُحَمد

هل المحنة كانت شديدة أم أنها كانت منحة لتجعل القادم أفضل كالمحنة الشديدة التي يمر بها “الفحم” فتجعلة بعد فترة يتحول إلى” الألماس”؟!
وبالنظر إلى الوراء في ذاك العام نجد ملايين الأحداث ما بين ألم وأمل، فرح وفرج ويأس، سعادة وشقاء، سعة وضيق.

ولكن السؤال، هل حقيقة هذه الأمور كانت كما تبدو عليه؟ هل كانت أحزاننا سببًا لتدمير أحلامنا أم أنها كانت تدبير من الله -عز وجل- لأحلام أخرى أكثر فائدة ونفع؟!

كَما جرت العادة دائمًا طبقًا لقانون التضاد، سنة الله في خلق الكون، في وجود الليل والنهار، والخير والشر، وحين تكون البداية تأتي من ورائها النهاية، وها نحن على أعتابِ عام جديد نودع به عامًا آخر قديم،
تساؤلات كثيرة تلح علي ولا أجد لها إجابة:
هل مفهوم “الفقر” تغير في هذا العصر عن العصور السابقة ” أيام الزمن الجميل” كما نسميها نحن أحياناً؟!

أتذكر أني قرأت ذات يوم عبارة لأنيس منصور يقول ” ليس فقيرا من لا يزال قادرًا على الضحك ”
هل هذه العبارة مازالت مستمرة معنا ونحن على مشارف عام 2023؟!..
والسؤال الأكثر إلحاحا
هل أصبحت كل خططنا للعام الجديد أن نلتقط الصور التذكارية بجانب مظاهر الزينة ووضعها على وسائل التواصل الاجتماعي؟!

التساؤلات

الكثير من التساؤلات تدور بداخلي
وهذه هي آفة العصر آفة السرعة آفة التقدم والانفتاح الزائد؛ فحتى وإن بلغ الإنسان ما بلغ يظل دائما في حالة من عدم الرضا والاقتناع، ينشغل بفعل الانفتاح الكبير بما في يد غيره تاركاً ما عنده من نعم عظيمة منشغلا تماما عن تنمية نفسه والسعي والسير إلى اكتشاف ذاته.

من بين تلك التساؤلات يظل السؤال الأهم في نهاية هذا العام وكل عام، هل حقق الإنسان سبب وجوده في الحياة؟! ولكن الإجابة أيضًا في طي النسيان.

قانون الأضداد

وبالنظر إلى هذا العام بالتحديد، أجد أن قانون الأضداد تطبق فيه وبشكل كبير، رأيت كما كبيرا من التناقضات رأيت الجبر والكسر معًا، رأيت ظلمات بطن الحوت وصفاء السماء بعد المطر، رأيت الهشاشة والقوة، أحسست بوحشة الغربة، ودفء القرب.

تعلمت أنه ليس” الأول” من شهر يناير هو البداية لعام جديد، بل إن كل يوم يمر بحياة الإنسان هو بمثابة حياة جديدة دون النظر والاكتراث ببدايات الأعوام وخواتيمها.

تعلمت أن المهم والأهم أن نكون بخير وأن ننسى ما نود نسيانه حتى وإن كنا نمتلك ذاكرة حادة، تعلمت أن عزيمة الإنسان ديناميكية لا مكان بها للتكاسل والثبات، وتعلمت أخيراً أن أتقبل كل ما مررت به في كل أعوامي وأن أكون أنا أنا.

وأمنيتي الأخيرة أن يكون عامنا القادم عام نُغاث فيه بفيض من النعم وتحقيق الأحلام.

عامٌ آخر في طي النسيان كتبت: سَلْمَى مُحَمد
عامٌ آخر في طي النسيان كتبت: سَلْمَى مُحَمد

زر الذهاب إلى الأعلى