مقالات متنوعة

قَدِسُوا العُقُول لا الشكل

وقت النشر : 2022/05/02 03:54:03 PM

كتب: علي الغماري 

كم كان التواضع دائمًا سِمة العُلَمَاء والأثرِياء فكريًا وأدبيًا! وكم يظن مُعتَنِقي السَطحِية أن التواضع هوان، وَضعف، وَرَجعِيَة، وعدم مواكبة للعصر الحديث!

نحن في أوجِ الرَكب العلمي، والخَوَارِزمَات الرِياضِيَة، وَالرُوبُوت الذي يعمل بِشكل جَماعي في حَال مُواجَهِة أي تَهدِيد أو خَطَرٍ مَا، وَنحنٌ ما زلنا في صِراع حَضَاري بين الحَدَاثة الفِكرية، وَبَين الرَجعِيَة وَالَتَبَعيِة، وَسَطحِية الأحكام، والنَظَر لسَفَاهَة الأمور من زاوية واحدة فقط.

 

إن ما تحمِلُه بَوَاطِن الفِكر الرَاقي يَجعَلَهُ يَتَنَزَه عَن صَغائر الأمُور، وَلا يَرتَقي لِتِلكَ المرحلة سِوَى أبناء الأصُول وَالكَرَم وَالأخَلاق، الذين يحملون في ثَنَايَاهُم مُقدسات الوَطن وَنَبذ العُنف وَالتَعَصُب، الذي يَفُوح مِنهُ تشتت المجتمع عن ثوابته وأهدافه، التي تسري بنا إلى مجتمع أفضل وَتؤثر وَتُثبط معنوياتنا.

 

نَخلُص أنَنَا دائمًا ما نجد أن البذاءةَ تَتَفَوق عَلى الأخلاق ظاهريًا، لَيس لِحُجَة مَنطقها، بقدر ما أن صاحب الْخُلُقِ الدَمِث لا يُجَاري سَفيهًا ولا يَنحَدِر إلى هَذا الدَرك، ولكن في الحقيقة، يبقى الحق دوما شامخا منتصرا مهما طال عهد الباطل.

 

وَفي هذا المقام، يتبادر إلى أذهاننا قول سَيدنا عَلي بن أبي طَالب -رضي الله عنه-: “مَا حَاورني عَالِماً إلا وَغَلبتُه، وَمَا حَاوَرَنيِ جَاهِلاً إلاَ وَغَلَبَنيِ..” وأستشهد بقوله البليغ حتى نسلم بمُقارنةٍ بسيطةٍ بين البذاءة وَالترفُع.

 

فَلِمَا الجدال الذي يُثبط أهدافنا وينال من مُقدرات أوطاننا؟!

حفظ الله مصر، وشعبها، وأهلها الطيبين، وَأولاَدهَا المُتَفَوقِين في شتى مجالات الحياة، حفظ الله مصر بِشَعبَهَا، وَجَيشَهَا، وَشُرطَتَهَا، وَقيَادتَها الرَشِيدة، وقضائها الشامخ، وَعُقول أبنائها الأفذاذ وَسَواعِدَهُم الذين قَهرُوا المستحيل، شَامخين ضد كل من تُسَوِّل له نفسُه المساس بأمن وسلامة وَوِحدَة هَذا الوَطن، الأبي دوما على الانكسار.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى