مقالات متنوعة
أخر الأخبار

من وحي مقال “قوة الإرادة”

الفصول

وقت النشر : 2023/04/26 11:39:40 PM

من وحي مقال “قوة الإرادة”

الفصول

للكاتب عباس محمود العقاد 

كتبت: شيماء عبدالمقصود

تبًا لذاك اليأس، موهن النفس، سليط الإحباط، بارعٌ هو في إجهاض عزيمتنا،

يتلذذ في إرباك خطانا

خطوة تسلم الأخرى حتى يصل لغايته، بعدما ينسج شباك الإحباطات لتعوق وميض الأمل لأن

يصل إلى نفق الحياة ودون أدنى شك

نتقبله على أنه أمر واقع لا محال، مع أننا لو تمهلنا قليلًا

في تخطي إحباطاته تلك لسوف

نجتاز طريقًا طويلًا من المخاوف قبل أن يصل هو لغايته فينا.

أحيانًا يراسلنا الله برسائل خفية على هيئة إنسان أو موقف ليثبت لنا عنايته وإحاطته بنا

فمنذ فترة امتلكني ذلك الشعور وأخذ ينهش قوة إيماني

حتى أني استسلمت تمامًا كفريسة تحت مخالبه

وأكثر ما كان يطمئنني دائمًا أني أعلم يقينًا أن الله لن ينسانا

فأن طريق الخير يبدأ بخطوة، كذلك الطريق الذي سلكته

ذات يوم ولم يكن طريقي، ولم تكن تلك

هي الحافلة التي أقصدها، لكن يشاء القدر أن أقضي فيها وقتًا أشبه بمشفى الروح.

في الصف المجاور كانت تجلس طفلةٌ ملائكية الوصف، ترتسم على محياها

ابتسامةٌ غائمة

كأن لها صلةٌ وثيقة بشمس النهار في يومٍ قارص البرودة،

عيناها تحملُ جمالاً لا يقلُ عن جمالِ ابتسامتها

وهب للملائكة جمالًا فوق جمالهم، ثم ضف عليه طبع الجود، واعتياد الكرم؛

فلقد مدت يدها بحقيبة أمها

التي كانت مستغرقة في النوم، وإذ بها تُخرج

علبة حلوى وزعت على كل الجالسين،

وعندما جاء دوري رفضتُ بتدلُلٍ عليها متعمدةً فعل ذلك كي تقترب مني أكثر فأكثر،

لا أدري لمَ فعلت ذلك، لكنَّ شيء ما في ملامحها جذبني إليها بشدة منذ أول وهلة!

فلما أصرت بدعوتها على قبولي قطعة الحلوى إياها،

فاضطررت لقبولها شريطة أن تستاذن أمها أولا

تفهمتْ رفضي فاندفعت بقوة نحو أمها وهي ملتفتة تجاهي، تصحبُها

ابتسامةٌ عريضة ذات ثقة

وكأنها تقول لي أضمنً لكِ أن أمي لم ولن تُعقب على ما فعلت.

فجأة وعلى غير توقع، ارتطمت البنت برجل أحد المقاعد،

فسقطت بقوة على الأرض

خانتها قواها في حين أنها لم تخنها عزيمتها كمحارب جسور لا تتخللهُ روح الهزيمة

ولا اليأس من روح الله في معركته، ومفاجأة المفاجآت

حين انفلتت من على رأسها “طاقيتها الصوفية”

سحبت معها شاهدًا ليس بمصدر قوةٍ في قضيتها، بقدر ما هو دليلٌ على ثبات إرادتها،

ألا وهو “شعر مستعار” سرعان ما بسطتُ إليها يدَيّ

فتلقفت ذلك الشعر أولًا، ووضعته على رأسها بشكلٍ تلقائي،

ويكأن هذا الموقف كثيرًا ما تعرضت له، فلم يبدُ عليها أية ردة فعل

توحي بالخجل أو استنكار لموقفها أمام الجالسين بل بالعكس!

فأُعجب الجميع لفعلها العفوي وشاركوها معركتها بأسلحةٍ

أدميةٍ وأصدقُ الوصف لهذا الموقف مؤازرتهم إياها

على قلب رجلٍ واحد كأنها سكبت علينا جميعًا

من روحها الملائكية إحساسًا ذا كفتين؛ كفة ثقلت بضعف النفس

حتى بلغت منا ذروة اليأس الذي لا يُحمد عقباه

فارتدت الكفة الأخرى راجحةً بقوةِ الإيمان، والإرادة والعزيمة

تنادي صاحبها ها أنا ذا يا صاحبي، فلا تيأس من روح الله.

لا أملك أن أحكم على الجميع إن كانت قد تركت فينا ما يجعلنا نُعد العُدة ليومٍ كهذا

لكنها بالتأكيد وضعت يدها على جروحٍ أُضمرت يومًا حتى خارت القوى،

فأعطت لكلٍ منا ضماد جرحه بسلاح النفس الراضية وقوة الإرادة.

mai khafaga

,Doctor of mental health , life coach , human development trainer , writer of novels and short stories , designer llustrator editor at the first issue newspaper
زر الذهاب إلى الأعلى