أدبي
أخر الأخبار

سيدي القاضي

وقت النشر : 2023/05/01 05:09:24 PM

 سيدي القاضي

بقلم: أسامة صبحي ناشي

سيدي القاضي

لا تَتَعجل سيدي …..

بإصدارِ ألأحكام ….

ولا تكُن مِثلَ حُبِّها …..

مصدرًا للجراحِ والألآم…..

ولتبدأ بسؤالها أولًا …..

مَن أكون …؟

أخِصمٌ لها ….؟

أم مازلتُ فارسَ ألأحلامِ. …

أو رُبَّما أكونُ مَن أهملت وبدَّدت….

أو مَن صانَ عهدَ الأيامِ ….

أو رُبَّما نسيتُ فقرةً أو حلقة…..

وتَخيَّلتُ موهومًا ….

أنِّي وهبتُ العمرَ لك …..

وهذا توقيعك ….

علىٰ وثيقةِ الشحنِ والاستلام ….

تَمهل أيُّها القاضي …

فأنتَ أمامَ قضيةِ القرن…..

ستظلُّ تذكرها النَّاس. ….

الصفوةِ منهم والعوام …..

لا أطلب مِن سيادتك …..

عدالةً ولا حياد …..

فمَن يَمثُل أمامك …..

ليس إرهابيًا ولا عضو….

في خَليَّةٍ أو تنظيمِ جهاد ….

فقط إنَّهُ ضحيةً لعشق ….

بعدَ رحيلهِ … ظنَّ ….

أنَّهُ رجعَ من جديدٍ وعادَ ….

كائنٌ تَمَرَّدَ علىٰ الطبيعةِ ….

فاختَلَطَ عليهِ ألأمر ….

أينَ الحياة… ؟

أفي القربِ أم الابتعاد ….؟

ولتعدِّلَ طريقتكَ مثلي ….

لا تلتفت لقواعدٍ ….

بل تحلىٰ بروحِ الارتجال وإلإجتهاد …..

لا تحصي محاسنًا أو أخطاء …..

فكلانا بعيدٌ عن لغةِ الأرقامِ وألأعداد ….

وكذلك لا ترهق رفقتك ….

بالقوانينِ والدساتير …..

فنحنُ لا نخضعُ لمنطقِ الكون ….

بما فيه من قاراتٍ وعواصمٍ وبلاد ….

ولا تتعجب من شؤننا لديك …..

فكلانا كُنَّا الضحية والجلاد ….

أتيتُ اليومَ أمامك سيدي…..

فقط كي أراها ……

أكيد أنَّها قالت لك ….

أنِّي لم أحب سواها ….

كانت مهجتي بستان ….

به زهرةً واحدةً …..

وقلبي بالدماءِ رواها ….

هاك يا سيدي قلبي ….

وهاكَ مفتاحة ….

إفتح وأنظر ….

لن تجد أحد إلا…

إياها ….

صدِّقها سيدي….

ولا ترد لها اعتداء ….

ولا تكذب لها قول ….

فهي سيدة الحسن…

ذات الرداء…

من كُلِّ الأسقامِ….

ذهابٌ ودواء….

من بدونها ….

كان الكون لي سواء….

كم كانت لي قديمًا …

هدفٌ وأمنيةٌ وطموحٌ ورجاء…

كانت عيونها قطبين…..

وملامحها خطوطُ طول وعرض….

خارطةٌ للكونِ وقلبها لي….

خطُّ الاستواءِ ….

تحيتي لكَ سيدي ….

ولتسمح لي بالانسحاب …..

ولمَ الانتظارُ …..

وقد خلت القاعةُ من الأحباب ….

وصارت تمامًا كما الحياة ….

لا تجدُ فيها إلَّا العذاب ….

ميزانُها مقلوب ….

الصادقُ فيها يُرجَم ….

والفاسدُ يُمنَحُ ويُثاب ….

وحتىٰ إن أغلقت بابًا من مكارهها….

يفتحُ عليك غيره .. أبواب ….

فتلك هي الدنيا سيدي ….

ما صلح معها قتال ….

فكيف يصلح معها …

عتاب ..؟

زر الذهاب إلى الأعلى