أدبيمقالات متنوعة

الطَلَّة البهية

وقت النشر : 2024/02/05 02:15:10 AM

اه الطَلَّة البهية
بقلم: الباحثة نهى السنوسي

بينما كنت أتجول على ضفاف النيل العظيم في قاهرة المعز
أنظر في اندهاش اتفقد بنظري التصميم المعماري شاهق الارتفاع حول أحد الكباري يكاد يشق عنان السماء بلونها السماوي الهادئ؛ أوقفني شكلٌ مبدعٌ في صنعة الخالق فأبدع في دقة تفاصيله.

رأيتُ سيدة جميلة تحمل في طيات ملامحها أصالة زمن عابر
شعرها ذو لون أرجواني يتخلله الكثير من الشعيرات البيضاء تضفي على جمالها جمال خلاب.
شيخوختها تؤكد أنها كانت سيدة مجتمع انقضي زمنه وولي في غيابات الأحداث.

لوهلة تشعر بقوة تلك السيدة وتتخيلها في ذاك الزمن المنصرف أنها امرأةٌ ذات أصلٍ عريق ورونق وبريق يظهر على طلتها البهية
عنقها يمتلئُ بالتجاعيد يلتف حوله عقد ماسي أنيق.
عيونها كهدووء البحر في ليالي الصيف الصافية، تجلس وتنظر إلى صفحات المياه في لحظة غروب تتأمل الشمس تلملم أشلاء أشعتها.

وبعد كل هذا التأمل؛ قررت أن استجمع قواي لكي أتحدث معها وأتجاذب أطراف الحديث لأعرف من أي زمنٍ عابر؟!
ولماذا جاءت إلى هذا المكان الحافل والممتلئ بضجيج السيارات ذهابًا وإيابًا.

لأتبين من محادثتي لها أنني عند حسن تخميني فهي سيدة من أصولٍ عريقة، تقطن بالقرب من هذا المكان وفي إحدى الفلل الأنيقة (العجوزة).
تأتي كل يوم في لحظات الغروب لتتذكر أحداث ماضيها العريق وسنوات عمرها المشرقة..
تسبح بخيالها في الأفق لتستعيد زخم الذكريات فتنشرح أعماق روحها حتى ….
حتى تتذكر دائرة الزمن وما آلت إليه الأمور؛
شيخوختها
ضعف تركيزها
عزلتها
وأخيرًا وحدتها ومرارة الدهر
حينها تقرر العودة في طريق فيلتها بعدما شحنت فراغات روحها بجرعات زائدة من أملِ وحنين حياتها الماضية،
لتتركني تلك السيدة أحترقُ  في ثبات،
أتعجبُ من عمرًا ولَّى بلا حساب..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى