أدبي

 عُوفيتِ سوريّتي

قصيدة

وقت النشر : 2022/01/22 10:21:30 AM

 عُوفيتِ سوريّتي
بقلم الشاعرة: إسراء عبد الكريم

عوفيتِ سوريّةَ الآتي، أيا بلدي
عوفيتِ من حسَدٍ، جورٍ، ومن رمَدِ

ثِنتان من بعد عشرٍ أضنتا جسداً
لكِن صُمودكِ فخرٌ راسخُ الوتَدِ

من قبلهم كنتِ شمساً ملؤها وهَجٌ
شمساً فضائلها تعلو على العددِ

ذات صلة

من قبلهم كنتِ مأوىً دافئاً ويداً
تشدُّ مِن أزرِ موجوعٍ ومُستنِدِ

من قبلهم كنتِ رمز المجد من أمدٍ
من بعدهم عشتِ في ظُلمٍ وفي كَبَدِ

من بعدهم فُرِّقتْ آمالُنا وغَدَت
للنّاهِبينَ مَشاعاً سائغاً ونَدِي

ثنتان من بعد عشر شدةٌ، وجعٌ
مرّت علينا كنهش السبْع في الكبِدِ

البعض هاجر رغماً عنه مِن وَصبٍ
والبعض ظلّ، فما مِن حيلةٍ بيَدِ

والبعض مُستمسِكٌ طوعاً على أملٍ
والبعض فدَّاكِ بالأموالِ والولدِ

والكلُّ حتماً ومهما كان شأنهمُ
بقلبهم شعلةٌ من وهجك الأبدي

فالكلُّ أنتِ، وأنتِ الكلُّ يا حُلُماً
والأمُّ أنتِ، ومَن كالأم للولدِ

دمشقُ، كنتِ منار التائهين كذا
صُوى الهدايةِ للقاصي إذا يفدِ

هلاّ تعودين قد أزرى بنا زمنٌ
وطال ليلُ مكوث الفقر في البلدِ

حَلْكُ الدّياجير أضنانا وأرّقنا
هلاّ تعودين، تُجلي رغوة الزّبَدِ

يا جُلَّقَ الشِّعرِ، هيا بالمنى ارتفعي
قد زاد فينا انحدارُ الوعيِ والرَّشَدِ

العُرب إخوتنا تاهوا، سهوا، ونسوا
ضنّوا علينا بحق الجار في السَّندِ

ضلُّوا الحقيقة، أنّ الفقر مَكرُمةٌ
إذا يُقاس بذُلِّ النّير والصَّفَدِ

فلتنهل العُرب من أقداح عِزَّتنا
لسنا الأذلاّء رغم الضَّنك والنكَدِ

إنّ المقاييس لو حقاً بعالمنا
صحّتْ وليس الْتوت، لم نقضِ في كَمَدِ

ودِدتُ لو أنها صحّت وصحّ بنا
قلبٌ لنغدو كجسمٍ، شأنَ مُتّحد

لكنَّ لي أملَ السَّاري لَدُن خَفَتَتْ
نجماته، وجميلَ الظنِّ بالأحَدِ

وحكمةً بصُرَت مالا يُرى ويُرى
أن سوف ترجع شمسٌ أُكسِفت، لغَدِ.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى