أدبيمقالات متنوعة

مازلت أقرأ الأمل

وقت النشر : 2024/06/09 10:30:00 AM

مازلت أقرأ الأمل

 

بقلم: طلعت عبدالرحيم

 

 

ما زلت أقرأ الأمل

في خضم الأحداث والأوامر والانتكاسات..

في خضم أحداث الحياة الملأى بالمصاعب والألوان..

في خضم ضياع الضمائر وكثرة الآهات..

في خضم الجوع والفقر المدقع في كثير من البلدان..

في خضم تيارات الظلم يطغو ويندثر الحق ما بين الوديان..

في خضم ضياع الحقوق بجرة قلم لقاضٍ نسي ربه وعاش يخاف الوالي ولا يخاف الرحمن..

في خضم الفشل الذي ينتشر بين الولدان..

في خضم تراجع الأمن والأمان في كل الأزمان..

في خضم اندثار العلم واحتكاره على يد قليل من الصبيان..

أنا مازلت أقرأ الأمل في أن تحيا أمانينا بكل بهاء..

ينبت القمح سنبله وتثمر شجرة الريحان..

ويعطي القطن لؤلؤاته فتترنح بين الأغصان..

وغصن الزيتون يمتلئ بحباته فرحًا في البستان..

وباقي الأزهار تنمو وتزين الميادين والطرقات..

وفاكهة من بساتين تمتلئ حبًا يملأ الجنان..

ووطن نحيا فيه بكل فخر وابتهاج

لا تؤرقنا قوانينه التي كادت تملأ الجدران..

ووطن نحلم به ونعيده إلى مجده بكل إباء..

وطن يسكن فينا لا نبحث عنه في كل مكان..

مازلت أقرأ الأمل لإسعاد البشرية وإحياء الأوطان..

بالحب والأمل نصنع الأحلام ونرسيها في حياتنا لتصير واقع ونفتخر بتحقيقها لكل الأزمان..

ونزيح سحابة الغدر والفشل المدقع لتحقيق الأماني في كل الأيام..

ونبحث عن شعاع أمل من شمعة من بين أكوام الأطلال، فنلملم ما قد بلي ودمرته الأيام، ونحيك به مستقبل به عبق السنين والأزمان..

ونخرج من العنق الذي مكثنا فيه سنوات وسنوات..

ونبرح بالعلم والسداد وقلب مملوء بالإيمان..

ونرسم حياتنا بالعز فوق قمم الأمم والأزمان..

هذا مكاننا شامخ في الأعالي لا مريض مهزوم تحت الأقدام..

فلابد من وقت يتلألأ القمر في كبد السماء..

ولابد أن تملأ النجوم سطور السماء..

ولابد أن يأتي فجر جديد يزيح ما تركه الليل من ظلام..

وتسطع شمس الحرية وتملأ كل الأكوان..

وتندثر حياة الرمم الذين أجهزوا على شرف الحريات..

وتغرد طيور الكروان وعصافير الحقل تنشد الألحان..

وتغمر السعادة قلوب مكثت أسيرة في الضيق كثير..

وتنبت الأزهار من الصبار بألوان زاهية تضاهي شقائق النعمان..

ويفوح مسك الليل والفل يملأ الأجواء

فتسير الحياة كما كانت قبل أن يملك زمامها الإنسان الجبان..

مازال الأمل يحيا فينا بكل افتخار…

 

ذات صلة

 

زر الذهاب إلى الأعلى