مقالات متنوعة

تحليل قصيدة كن بلسمًا للشاعر إيليا أبو ماضي

وقت النشر : 2024/06/15 04:45:21 PM

تحليل قصيدة كن بلسمًا للشاعر إيليا أبو ماضي

 

 

بقلم: محمود عوينات

 

 

كن بلسمًا إن صار دهرك أرقما

وحلاوة إن صار غيرك علقما

أحسن وإن لم تحز حتى بالثنا  

أي الجزاء الغيث يبغي إن همى 

من ذا يكافئ زهرة فواحة 

أو من يثيب البلبل المترنما 

عد الكرام المحسنين وقسهم

بهما تجد هذين منهم أكرما 

يا صاح خذ علم المحبة عنهما  

إني وجدت الحب علمًا قيما 

أحبب فيغدو الكوخ قصرًا نيرا

وابغض فيمس الكون سجنًا مثلما

لا تطلبن محبة من جاهل 

المرء ليس يحب حتى يفهما

نقديًا..

دعوة للتفاؤل والعطاء بلا حدود من خلال هذه الأبيات التي تعبر عن التفاؤل من خلال القصيدة.

البداية بالأمر للنصح والحث على العطاء ثم التشبيه بالبلسم في إشارة للتفاؤل مهما تغير الزمن، والتسامح مع الحاقدين، والمطالبة بذلك من خلال تكرار إن الشرطية لمواجهة الاحتمالات المتعددة.

ثم اللعب بالإيقاع لإظهار الجو النفسي من خلال التصريع الموجود بين أرقما.. علقما..

ثم المطالبة والحث على العطاء دون انتظار مقابل من خلال الدليل بالغيث في ثورة استفهام للنفي..

ثم مواصلة الأمثلة من الواقع بالسهرة التي تعطي الرائحة الطيبة..

والبلبل الذي يغرد معطيًا الصوت الجميل.. تمازج بين الصوت والرائحة في تمازج حواس مختلفة مع القالب الاستفهامي الدال على النفي..

ثم إحصاء الكرام ومقارنتهم بالزهرة والبلبل نجد النتيجة في صالح الزهرة والبلبل لأنها يعطيان دون مقابل..

ثم النداء الترخيمي للصاحب بتعلم الحب لأنه علم قيم عظيم..

سبب ومسبب.. ثم الحياة في حالة الحب تتحول لقصر منير، مبينا الأثر الإيجابي للحب مع بيان تعظيم القصر وجماله.

وحالة الكراهية تتحول لسجن مظلم مع بيان الأثر السلبي للكراهية بتحول الحياة لسجن مظلم مع بيان تحقيره والتنفير منه.

ثم المطالبة بتأكيد في صورة نهي بعدم طلب الحب من جاهل له لأن فاقد الشيء لا يعطيه..

القصيدة تبين أثر الحب والتفاؤل في الطبيعة من خلال واقعية الأحداث، وغلب التفاؤل على الشاعر لأن البيئة الجميلة تسيطر عليه.

القصيدة من بحر الكامل بتفعيلاته متفاعلن متفاعلن فعولن، وذلك لبيان كمال الحياة بالحب والعطاء، والقافية المنتهية بما الممدودة لبيان مدى العطاء والتفاؤل في سعادة الإنسان في الحياة.

 

ذات صلة

 

زر الذهاب إلى الأعلى