أدبيمقالات متنوعة

غنائم حُنَيْن والأنصار _ بقلم مروة جمال

وقت النشر : 2024/09/16 10:50:13 PM

غنائم حُنَيْن والأنصار

بقلم: مروة جمال مهدي

قسم الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة أخماس غنائم حُنَيْن على الجيش بكامله، ثم توزيع الخمس المتبقي على المُؤَلّفة قلوبهم من طلقاء مكة وزعمائها، وكذلك زعماء القبائل العربية المختلفة، وكان توزيعًا سخيًّا، فقد بلغ نصيب البعض مائةً من الإبل، وتجاوز هذا الرقم للبعض الآخر.

ووجد الأنصار في أنفسهم وَجْدًا عظيمًا إلى أن قال بعضهم : يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم.
فسمع سعد بن عبادة قومه فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول: وأين أنت يا سعد؟
فقال: ما أنا إلا امرؤ من قومي.
فقال له الرسول: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة.
ولمّا أجتمع الرسول بالأنصار قال لهم:
مَا مقالة بلغتني عنكم، وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم، ألم آتِكم ضلّالًا، فهداكم الله تعالى، وعالة فأغناكم الله، وأعداءً فألّف الله بين قلوبكم؟
فلم يتكلم أحد منهم!
فقال لهم: “ألا تجيبوني يَا معشر الأنصار؟”
فقال الأنصار في أدب جم: وبماذا نجيب يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل، وما أخذناه كان أكثر بكثير مما منع منا.
فقال صلى الله عليه وسلم: “أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وَلَصُدّقتم: جئتنا طَرِيدًا فآويناك، وعائلًا فواسيناك، وخائفًا فأمنّاك، ومخذولًا فنصرناك، ومكذَّبًا فصدّقناك”.
فلم ينطق الأنصار بكلمة واحدة مما أصابهم من حرج شديد!
فقال في رقة شديدة: “أوجدتم فِي أنفسكم يَا معشر الأنصار في لُعاعة من الدنيا تألّفت بها قومًا ليُسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟
ألا ترضون يَا معشر الأنصار أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير وترجعون برسول الله في رحالكم؟
فوالذي نفسُ محمد بيده، لولا الهجرة لكنتُ امرءً من الأنصار، ولو سلك النَّاسُ شعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكتُ شعب الأنصار”.
ثم بدأ في الدعاء فقال: “اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار”.

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًّا.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى