نُدفة الثلج
بقلم: منى أحمد إبراهيم
وقعها كغرس جمرة في قلب دافىء، كوقع سهم مسموم في صلب محارب عتيد.
نُدفة الثلج، نار مستعرة البرودة، وثلوج تفيض بحمم بركانية، فيضان من معانٍ، وشلال من مشاعر لا نهاية لها.
نُدفة ثلج
وأضحى بك القلب مكلوما، والفؤاد مهموما والفراق من بعد طول وصال قدرا محتوما ومحكوما.
نُدفة ثلج لا كيان لها، ولا وزن لها، من الماء خلقت، وفي الماء تموت، وعلى الماء تطفو. هي إعلان لا جدال فيه عن نهاية فصل وبداية آخر، عن تنحي الدفء وسيادة البرودة.
يا لكِ من ذرة تملكين بين مكوناتك كل مقومات القوة رغم وهنك الظاهر الخادع، تحتوين على شتى معاني الجمال ظاهريا، والقسوة معنىً وشعورًا وملمسًا، تفترشين نواصي القلوب بوداعة ثم تتغلغلين رويدًا رويدًا بداخلها بكل استكانة فتبثي فيها صقيعكِ الدامي.
نُدفتي،
ماذا تخبئين بجعبتك لي بعد؟
ماذا تخبئين لقلوب العاشقين المتعطشة للجمال وللحنان وللدفء؟
ارأفِي بحالهم، ارثِي معهم لقسوة الأيام؛ فجمالك شفيع حقيقتك، وظاهرك قد يكون حقًا شفيع باطنك.
تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف
