أدبي

سيدي

سيدي

وقت النشر : 2022/03/08 11:47:13 PM

سيدي

بقلم: داليا عوض

سيدي..
لم أحبك لحاجتي للحب، وأبدا ما كان ملء فراغ، كنت بمثابة نقطة فاصلة بين كل تضاد، بين الغموض والوضوح، بين السطحية والعمق، بين الوعي والهذيان.
كنت حدا فاصلا أرجع إليه كلما اشتد تيار اليأس وتملك دواخلي.
لقد كانت منطقتك أمنا وأمانا وحصنا من كل استعمار واستبداد.
تحديت بك نفسي، وتحديت بك عالما كنت أبغضه، وضعت قلبي بكفيك واكتفيت.
تحدثنا دون كلمات، وكان حديثنا خارج إطار هذا العالم الخفي.
كنت قبس نور أضاء لي عتمة سنين عجاف، اختلست من قلبي نبضه ودفئه، فكنت الملاذ والخلاص.
دفنت فيك أحلامي وآمالي لتحيا من جديد على كتفيك.
ماذا عساني أن أقول، أو أن أصف شعوري عند كلمة منك ك ” صباح الخير” وهي التي لا يبدأ يومي إلا بها؟!
آه وآاه!
ليت النوايا ترى!
ليت للحنين رائحة!
ليت الشعور يترجم!
ليت رعشة قلبي ويدي تتحدث!
أحببتك بالحاسة السابعة، أسمعك في حين صمتك، أراك في حين غيابك، أشعر بك فى ظل هجرك.
أبدا ما جئتك ظمآنة لحب تمنيته، لم أقع في حبك بل وقعت بداخلك.
ليتك كنت تعلم ما يختلج صدري حين شعرت بإهمالك!
ليتك ترى لهيب الغيرة الذي شب في رأسي شوقا عندما أثنيت على غيري!
ليتك تدرك قيمة ما بداخلي تجاه حرف منك!
ليت النوايا تري!
ليتك بجانبي!
ليتني كنت فارقة معك، كما أنت فارق في وجودي!

سيدي..
لتكن قريبا حد الإمكان أو ابتعد حد استطاعتك!
لا تترك باب قلبي نصف موارب، فأنا امرأة لا تصلح لأن تبقى بالمنتصف؛ إما وجود وإما فناء.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية..

زر الذهاب إلى الأعلى