أدبي

وصف النساء

وقت النشر : 2022/01/04 10:10:33 AM

وصف النساء
بقلم: محمد عبد الشافي

صديقي:
– أريد أن أخبرك أمرا.
– كلي آذان صاغية.
– لا تحاول أن تفهم الأنثى أبدًا.
– لماذا يا صديقي؟! أهي لغز لهذه الدرجة؟!
– بل أبعد من ذلك بكثير.
يا صاحبي ليس من الحكمة أن تحاول فك شيفراتهن أو الدخول إلى محراب مشاعرهن، إنهن يستطعن إغراقك وإنقاذك في آن واحد، هن كتاب مغلق، طلاسم، من يحاول فكها إما أن يسحر أو يُجن، يستحيل أن تفهمهن أو تبحر في أعماقهن.
– لكن كيف التعامل معهن؟
– تعامل بفطرتك وطبيعتك، سر معهن في نفس الاتجاهات التي يسرن فيها، إياك أن تتحداهن فتكون قد اقترفت خطأ لا يغتفر في حق ذاتك وعقلك.
– صف لي طبعهن يا صاحبي.
– إنهن قوارير – سبحان الخالق المبدع في خلقهن- هن هدية من الله على أرضه، وغيث وارتواء وشفاء من كل داء، لكنهن لمن كرهنه لعنة وجحيما وشقاء.
إنهن الشيء ونقيضه، يحببن بقلوبهن وبكل ما أوتين من عشق ولهفة، تجد فيهن الأمومة مهما صغرت أعمارهن، وتجد فيهن الطفولة مهما كبرت أعمارهن، إنهن سحاب محمل بفيض من الحب، أعاصير تجتاح قلبك وتأسرة بالعشق، بركان من الغيرة يشعلك نارا، صحراء قاحلة لمن مكر بهن، فراشات وزهرات وحوريات، هن رمز التضحية هن الطيبات، لكن بعضهن لعنات نزلت من السماوات لمن أراد كسرهن أو كان سببًا للدمعاتِ.
– فكيف يكون السير آمنا في دربهن؟
– عليك أن تكون صبورًا جدًا، محاربًا صلبًا، تتميز بالحكمةِ والهدوءِ والاتزان النفسي والعقلي والعاطفي، وعليك أن تكون فيلسوف عصرك، تخاطبهن علي قدر عواطفهن لا على قدر عقلك.
– لا يا صاحبي، أنا هادئ وأنا بعيد، وليس لي طاقة لأن أتحمل كل هذا.
– إذًا أمامك الكثير لكي تتعلمه.
– و ماذا عنك أنتَ؟
– أما عني فلا تسألني الآن، سأجيبك في كتابي القادم الذي يتحدث عنهن.
– هل تكتب كتابا عنهن؟!
– بل أكتب رواية، سوف تصف ما بداخل كل أنثى باختلاف أعمارهن وثقافتهن.
– أنا مشتاق لقراءة تلك الرواية.
– وأنا أيضًا، أتمنى أن تظهر للنور، وأن أترك بها أثرًا طيبا في كل القلوب.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى