روح تائهة
بقلم: الزهراء محمد
وقف الصبي صارخا ليملأ الدنيا بصراخه، أزعج السكان ففتحوا نوافذهم وأطلوا منها منزعجين، حينها خرجت عجوز تتحسس طريقها وتتكئ على عصاها حتى اقتربت منه وقالت: لماذا تصرخ أيها الصبي، ألن تتوقف عن إزعاجنا؟!
أجابها في عناد: لا، لن أتوقف عن الصراخ حتى أجد كرتي،
وتابع صراخه، تأففت العجوز وقالت له: إنها هناك بين الحشائش بالحديقة المقابلة لمنزلك، اذهب وستجدها.
ركض الصبي واختفى بين الحشائش، والتفتت العجوز لتعود أدراجها.
خرجت إحدى السيدات وأسندت السيدة العجوز وقالت: هل هدأ ووجد كرته؟ لولاك لتركنا الحي، أطال الله عمرك، لا نعلم متى سيتوقف عن صراخه وتصرفاته، ولماذا لا ترحل أسرته لحي آخر لعلنا نرتاح؟!
لم تجبها العجوز وتمتمت: إن طال عمري أو قصر لن ترتاحوا، سيعود مرارا وتكرارا، نصحتهم كثيرا ببقاء الكرة معه، لكنهم لم يستمعوا، كم هي ثمينة تلك الكرة لذلك الصبي، لقد دهسته السيارة وهو يركض باحثا عنها، كانت عيناه مثبتتين عليها بين الحشائش عندما حملنا جثته المسجاة على الطريق.
تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.
