أدبي

حصن الدين والضاد

وقت النشر : 2021/12/19 03:50:41 AM

حصن الدين والضاد

 

بقلم: إمام إبراهيم سراج

 

يا كلَّ مَن غنّى لصوتِ الضاد

نعمَ اللسانُ لجمعِنا من حادي

 

لغةُ الجمالِ بكلِ وادٍ إنها

أمُّ اللغاتِ، ومنبرُ الأجدادِ

 

في كلِ حرفٍ من سَناها نقتفي

أثرَ الرسولِ وصاحبِ الأمجادِ

 

هي للكتابِ وعاءُ آيٍ زاخرٍ

بقواعدٍ للدينِ والإرشادِ

 

بحُروفِها مدحُوا الرسولَ بأبحرٍ

غَمَرتْ دروبَ الكونِ بالإنشادِ

 

فليعلمِ القاصي ويعلمْ من دنا

أنّ القلوبَ دواؤها فى الضادِ

 

شمسٌ أضاءت للخليقةِ دربَها

وجـــمالُها تـــاجٌ من الإســعادِ

 

قمرٌ تلألأَ في مناكِبِ أرضِنا

نهجًا قويمًا عبَّ منه الصادي

 

ذُودوا حماة الضادِ عن كنزٍ لكم

هو عزُّكُم فالمــاءُ قبلَ الـــــزادِ

 

يا سَـــــعدَنا لما اصطفاها ربُّنا

لغةً لها التنزيلُ خيرُ عماد

 

عصماءُ يا لغةً تسامى ذكرُها

بين الأنــــامِ سفيرةً لبلادي

 

يا كلَّ أَتْرَابِ اللسانِ تحيةً

لغتي عطاءٌ زاخرٌ بحصادِ

 

لغتي شَرُفتِ فقد غدوتِ حفيظةً

محـــــفوظةً بالذكرِ والأورادِ

 

لغةٌ سمَتْ فوقَ اللغاتِ لأنّها

أصلُ اللغاتِ بنهجِها المُرتادِ

 

من رام حصناً للأمانِ فإنّها

حصــــنٌ يذودُ بعُدَّةٍ وعتادِ

 

كلُّ المعارفِ في رُباها أزهرَتْ

ومَحتْ من التاريخِ شوكَ قتاد

 

إن الذي خَلق اللغاتِ جميعَها

جعلَ المحاسنَ كلَّها في الضاد.

 

ستظل تاجًا للغاتِ يُظلُّها

ولنا تَزُفُّ قوافلَ الأعياد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى