أدبي

إلى عمتي

وقت النشر : 2022/01/27 04:44:57 AM

 

إلى عمتي

بقلم: أسماء سعيد

 

ذات صلة

عمتي، كنتِ وما زلتِ في بالي

دومًا دومًا ما تحتلين عقلي

وصورتك لم تفارق خيالي

طوال اثني عشر عاما، ومنذ وفاتك،

منذ رحيلك عن عالمنا، وبقائك في قلوبنا

لم أنس يومًا محبتك لي، ولا حرصك عليّ،

ولا جلساتي معك، وتمشيطي شعرك الذي كان مميزًا جدًا بطوله الشديد، وسواده الذي كان كسواد الليل، واسترساله بدون وصفات ولا مستحضرات تجميل.

لم أنس يومًا تعبك ومعاناتك التي كنتِ تكللينلها دومًا ببسمتك ورضا قلبك، كم قضيتِ من أوقات في المستشفيات وعند الأطباء بسبب خطأ طبي مضى عليه سنوات، لكن بقي أثره فيكِ تعانين منه أمدًا طويلًا، ورغم ذلك كنتِ راضية ولم أسمعك مرة تذكرين هذا الأمر ولا تغالين فيه

وجاء القدر ليخط كلمته بعد رحلة كفاح وصبر طويلة، كنتِ فيها تمثلين دور الأب والأم من تربية وعناية وحرص على أبنائك، لا أنسى أنكِ كنت تكافحين وتصنعين الطوب مهنة الرجال، لكنك فعلتها وكأن القالب الذي كنتِ تستخدمينه أمام عيني الآن.

وكنت تصنعين منتجاتك من الخوص وتحملينها على رأسك لتذهبي بها إلى السوق ماشية مسافة طويلة جدا قبل انتشار وسائل المواصلات، وفي الرجوع تعيدين نفس الكرَّة حاملة ما يحتاجه بيتك.

لم تتوقفي إلا بعدما صنعتِ رجالًا أقوياء، هنا فقط توقفتِ عن هذا العناء لتبدأ رحلتك مع المرض الذي كنتِ تغلبينه حينًا ويغلبك حينا، لكنك ما استسلمتِ له إلى أن جاء الأجل وأنت تصلين العشاء، وما أروعها من خاتمة!

 

لم أنس أن أبناءك لم يصدقوا ذلك وأصروا على أخذك إلى المستشفى، لكنه كان قد حان أخيرًا أن تترجل الفارسة عن جوادها وترتاح بعد رحلة عناء طويلة.

إليكِ عمتي أهدي كلماتي البسيطة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى