أدبي

ذكرى مع المطر

وقت النشر : 2022/01/27 08:50:05 AM

ذكرى مع المطر

بقلم: عزت أباظة

 

هذا الجو الماطر يسحرني، ولسعة البرد حين تتسلل إلى عظامي تُحدث فيه من المتعة أكثر مما تحدثه من إزعاج، أجلس وحدي أرمق سقوط المطر على زجاج النافذة، يخلو الشارع من المارّة، وتخلو الشرفات والنوافذ من قاطنيها، يسود السكون إلا من وقع قطرات المطر وهبَّات الريح، في الأجواء خِدر لذيذ يبعث على النوم، أشعل سيجارة، وأرمق سحب الدخان تتلوى راقصة وتتشكل أجساما ثم تذوب وتتلاشى في سماء الغرفة، أسرح في أيام طفولتي حين كان هذا الكون مضيافا ودودا،

ذات صلة

وحين كنت ساذجا أفرح للأشياء البسيطة،

وألعب، وألهو، وأختبر العالم بعيون مفتوحة، ونفس تواقة.

كانت في الطفولة براءة، وقناعة، وكان القلب طريا أخضرا. يمضي عمري، وأزداد نضوجا يوما بعد يوم، وفاتورة النضوج مرهقة ومكلفة. استنفدت كل ما أملكه من سذاجة، وقتلت داخلي البراءة، وتحول خضار القلب إلى لون شبيه بالرماد، فاتورة النضج جعلت مني رجلا تعيسا، والمحزن أنني أنا من بعت سعادتي حين مللت طفولتي وقررت أن أكبر، كنت أتعجل ما فيه تعبي، كنت أترك الدعة والراحة، والخمول إلى ميدان قتال لا مكان فيه للاختباء.

توقف المطر عن الهطول، وتوقفت معه أفكاري، فأغمضت عيوني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى