مقالات متنوعة

دقيقة تأمل

وقت النشر : 2022/02/06 04:15:08 AM

عائشة عمي

قبل أن اكتب عنوان هذا المقال راودني سؤال
إن كانت علاقتنا مع الآخرين نحسب لها ألف حساب ، وقبل الإقدام خطوة فيها نتروى ونضع إستراتيجية من أجل ضمان دوامها واستمراريتها، حتى أننا في بعض الأحيان نتنازل من أجل حفظ الود والمحبة واستمرار هذه العلاقة سواء كانت علاقة أخوة، صداقة، زواج، قرابة ، جيرة وغيرها من العلاقات.

كان تساؤلي حول علاقتنا بالله سبحانه وتعالى وإلى أي مدى اهتمامنا بها وحرصنا عليها؟
وجدت نفسي قائلة بصراحتها أن علاقتنا مع الله متأرجحة وغير مستقرة ، بحيث أننا نطغى على كل شيء ، ندعي القوة والذكاء والنجاح ووفرة الرزق والمال والجاه وافتخارنا بالإنجاب متناسيين أن الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر لنا كل هذا ويسر لنا بلطفه في رخاء حياتنا ، لكننا بدل شكره وحمده لانفعل ولا نتواضع، تجدنا كالأفاعي ننسف سمنا هناك وهناك ، نجرح ، نتكبر ، نقطع أرزاق غيرنا ، نشوه صمعة غيرنا ، في حين أننا في مامضى مررنا بنفس المرارة التي يمرون بها وربما هم أشد منا هما وغما فلما هذا الشر اللذي نحمله داخلها؟
رأيت من بعض هذه التصرفات الغير مقبولة لها علاقة وثيقة بمدى صلاح علاقتنا مع ربنا سبحانه وتعالى.

العلاقة مع الله أنظف وأطهر وأخير العلاقات وهي لاتقارن بأي علاقة كانت، ولا يحق لنا مقارنتها ، الكمال لايقارن بالنقص.
المهم أعود إلى صلب الموضوع والسؤال الأساسي في طرحي هذا ، إن الله هو الخالق وهو محيي النفوس ومميتها ، وكلنا نعلم ونحن اللذين مازلنا لانعلم ما في الغيب من أسرار وخفايا.

على الإنسان أن يراجع هذه العلاقة التي تقود إلى السعادة الفعلية وراحة البال، أن يجدد إيمانه من جديد ، أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه و سلم رسول الله ، أن يغتسل من ملوثات القلب والنفس بذكر الله وقراءة القرآن الكريم كلام ربي ذو القول الحكيم ، أن نصلي ونجتمع مع الله في مؤتمر إيماني دافء المشاعر ،لذيذ القول وصريح بالبوح في الصلاة الرابط المقدس الذي يربطنا بشكل مباشر وسريع مع ربنا ، أن نكثر من الشكر والحمد قليل مانشكره سبحانه.

نحن الآن في زمن كثير الفتن ، كثير الإبتلاءات ، كثير المصائب لابد أن نتمسك بالله أشد تمسك ، وأن نصلح مابيننا وبين خالقنا عزوجل ، لابد من التوبة ومراجعة زلاتنا وأخطائنا التي إرتكبناها بقصد وبدون قصد منا ، لامبرر لتقصيرنا في طاعته سبحانه، ولامبرر لهذا السلوك والتصرف وعدم التهذيب مع من جعلنا في صورة جميلة وبث في أجسادنا روح طيبة، لا تلم الآخرين للأنهم لم يتقبلوك ، ولا تضع أعذار لنفسك بأن الناس ظلمتك وبأنك قليل حظ، لم نفسك لأنك مقصر في حق ربك عليك.

نكثر الشكوى ، عدم شعورنا براحة البال والقلق الدائم الغير مبرر و ضيق الذي نشعر به في أنفسنا والتعب وكره الحياة والعلاقات والأشخاص و غيرها من أمور نشعر بها ، هذا كله يعود إلى مدى سلامة علاقتنا مع الله، هناك من يشعر بالراحة وهناك من يحلم بها لما في رأيك ؟؟؟؟
السبب كما قلت بالخط الغليظ والصوت الصريح
علاقتنا مع الله .

إن أردت الفلاح والتيسيير و الراحة التامة سواء نفسية ، ذهنية إختر طريق الله التي تجعل خطواتك مزهرة ، خضراء وإن أردت الخيبة إتبع من لاملة لهم ولادين ، الحل بيدك وحدك أنت مخير ولست مسير .

وأختم قولي بمقولة منقولة للأمانة:
“إن أردت حياة جميلة فاقضها كما يريد ربك لا كما تريد أنت”.

زر الذهاب إلى الأعلى