أدبي

سنوات العمر

وقت النشر : 2022/02/05 06:06:43 PM

سنوات العمر
بقلم: مريم خالد

في الآونة الأخيرة، ما عدت أخاف الوحدة والخذلان، لم تعد العتمة تخيفني، لم أعد أبكي على أشيائي الضائعة، صرت أفضِّل الصمت على كثير من الكلام، اتسعت حدقة عيني لكي أدرك حقيقة الأشياء حولي، فما عاد القلق يأسر فؤادي، ما عادت أضغاث أحلامي ترهبني، أمانيّ التي لم أقر بها بعد لا زال إيماني يدفعني للمثابرة عليها، فما عادت جمرات الشوق إليها تحرق خافقي، ينتابني شعور الرضا دومًا، وأن ما فاتني لم يكن لصالحي، وما هو بين يدي – وإن كان قليلا- فهو يزداد بعين الرضا، ما عادت طفلتي تراوغ أُنثاي الناضجة، حقًا تعاقب الأيام أنضجني، تعلمت أن آخذ مما حل بي في الأمس خبرة، وما حدث معي اليوم عبرة، وأن أصحح بهم خطوات غد، فما عادت عثرات الأمس تعرقل خطاي المستقبلية، ما عدت أنحني للصعاب، علمتني قسوة الحياة شموخ الجبال وسط عواصف الرياح، ما عادت يداي تتشبث في من أفلتها؛ فهي عزيزة النفس، ولا تترك من لجأ إليها، وإن كان أكثر الأشخاص إيذاءً لها، هكذا تعاهدنا سويًا أن نمنح بسخاء كل ما حُرمنا منه، ها أنا اليوم أودِّع أعوامًا أخذت مني الكثير وأعطتني الأكثر بكثير من الخبرات والتجارب الحياتية، قد يكون الكثير منها مؤلم، لكنه درس أتاني على حين غرة لكي أتقن فن التعمق فيما كان وما سيكون، وأعيد تشكيل أفكاري، أشعر بالامتنان لسنوات العمر الماضية، وأحسن الظن فيما هو قادم من العمر. 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى