أدبي

أوراق الخريف

وقت النشر : 2022/02/16 02:12:30 AM

أوراق الخريف

بقلم: سلمى ناجي

أوراق الخريف

مضت تائهة في شوارع الحياة، عاكفة على أمرها، تائهة من عقلها، قابضة على جمرها، يؤانس قلبها برد الليالي، وقلبها يريد الصراخ عن حزنه الدفين.

وقفت تنظر للأيام قائلة:

– حقا، إنكِ أيام عجاف، انظري ماذا فعل بي الزمان؟

ردت: وماذا فعل؟

استطردت قائلة:

– عجوز بعمر العشرين، انظري إلى وجهي المشرق قد أعتمت عنه الحياة

قالت: وماذا كنتِ قبل؟

ردت:

– لا، لا تذكريني بتلك الطفلة الجميلة التي حملت البراءة، لا تذكريني بالركن الذي ابتعد عن نفسي، وليس له رجوع

مضت في طريقها يدخل الهواء القارس من كل ثقب جسدها،

وتقول: لا تظن نفسك قويا، لا يشعر جسدي النحيل بك.

وكانت حزينة ليلتها، وهل السعادة زارتها يوما؟!

رأته ينظر لها ويرسم وجهه نظرة مثل نظرتها، تعجبت منه، وأثناء سيرها تبسمت ولو قليلا، وكأنه قد أرسله الله ليرفق بحالها.

تذكرت أيامها السعيدة التي كانت تمضي سريعا، وهل السعادة طالت يوما؟!

كانت رغم حزنها الطفيف تسعد الحياة

آه، ما هذا أيتها الحياة المديدة، لم أصبحتِ كيوسف، أنساها الشيطان ذكر ربه؟

أيام ثقال وعجاف، دهورك بذور تنبت نبت الجنان

ماذا تقولين؟

عمر الحياة ملبد بالغيوم

ونبت أشرق كطلع عتوم

نجوم تتلألأ وقلبي كتوم

وظلام الليالي مليئ بالهموم

ونحو الغروب مضيت كالمهموم

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية..

زر الذهاب إلى الأعلى