أدبي

مكانة الأنثى

وقت النشر : 2022/02/19 09:32:31 AM

مكانة الأنثى

بقلم :مريم خالد

مكانة الأنثى

الأنثي لها مكانه كما الرجل، فهي له السلاح في المعارك والحروب الدنيوية، كما أنها سبب تغلبه في المعارك، وكانت بمثابة درع حامٍ له تتصدى للضربات ولا تهاب الهزائم، تنتشل جروح قلبه بضماد عطفها، تزداد أشواك الدروب في آلامه فيهوي إليها، لتبادل أشواك تلك الدروب بأروع الورود، حتى إذا مر بها جذبه رحيقها، فأنساه آلام أشواكها.

ترسم الأنثي بقلب الرجل أروع لوحات الحب، فتشعره بحرارة الاطمئنان الممتزجة بالأمان والدفء، الأنثي جزء لا يتجزأ من الرجل؛ هي روح ثانية تسكنه، روح تضيف لروحه المعتمة أنوار البهجة والأنس، اذا انفصلت عنه شعر بقهر الرجال وقساوة ومرارة الحياة الحقيقية.

وكيف له أن يعيش في شقاء، إذا رحلت عنه مصدر الاطمئنان والسكينة؟ فهي بمجرد لمسة يد منها يصبح لخريف الألم لذة، وكأن بيديها سحر الربيع الهادئ.

وهل تخلو الحياة من العناء اذا ما غابت الأنثى؟

فهي تشبه القمر؛ تتوسط سماء قلبه المعتم، فتنير به أضواء المرح.

الأنثى تشبه الشمس، خيوطها الذهبية كافية لانشراح صدره؛ بمجرد رؤية إشراقة ابتسامتها كل صباح.

كما تشبه البحر في غموضه، وروح البهجة التي تمنحها لمن يلتجئ إليها، فكلما لجأ إليها وهو محمل بالأحزان تنصت لآهات جرحه الدامي، وتثور عواطفها الحنونة مع أمواج غضبه، وتحدثه بألطف النسمات حتى تخمد نيران الألم التي تشتعل داخله.

يقف التفكير حائرا؛ ماذا إن لم يكن هناك أنثى؟!

لربما أصبح الرجل فريسة الأحزان، وسقط في بئر الآلام، فالأنثى هي الأم الحنون التي تحنو على قلبك رغم عناء وشقاء قلبها، وتستمع لأسرارك

الأنثى هي زوجة ودود، تشارك الحياة معك، وتكن عكازتك التي تتكئ عليها إذا انحنى ظهرك من كثرة صراعات الحياة. وتكون منبع القوة والوفاء لك؛ تزرع في قلبك بساتين الحب والمودة والأنس.

الأنثى هي الأخت الرؤوفة، والسند الذي لا ينقلب، وإن تقلبت عليها يومًا ما.

وقت الشدائد تكون خيرًا لك من ألف أخ، من لا يملك أخا فلن يشعر بمرارة الحرمان من العطف والحنان، ما دام له أخت.

أما من لم يكن لديه أختا، فقد تخلل شعور الحرمان والعطف والحنان لقلبه.

عزيزي الرجل..

الأنثى لم تخلق ضعيفة مهانة، لا لا، ضع مئة خط تحت كلمة لا، فإنها خلقت بصحبتها القوة وتتوجها الكرامة، خاب والله، خاب من ظن أنها ليست إنسانة مسلوبة الكرامه، سهلة الإهانة، فظلمها، وسلبها حقوقها.

تذكر معي أن معاملتك لها دليل على طباعك الإنسانية، وما تتميز به أخلاقك الذكورية، فلا يكرمها إلا كريم؛ كريم الطبع، جاء من أصل رجال، وليس أشباه الرجال، ولا يهينها إلا المهان شبيه الرجال، ولا يعرف عن شهامة الرجال شيئا.

متى ما كنت كريمًا معها تفض عليك بكرم وجمال عطفها، ومتى ما أهنتها كانت لكرامتها حافظ، وبشموخ أنوثتها مهاجرة..

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى