أدبي

مدينة الأغراب

وقت النشر : 2022/03/04 07:18:29 AM

مدينة الأغراب

بقلم: شيماء عبد المقصود

ومدينةُ الأغراب التي لا زالت تسكُنني، قطعتُ فيها أشواطًا، فلا يَسَعُني عنها حديث، لتخفق تساؤلات وجداني بعيدة الحديثِ هذي كأنها أوطانٌ، كمالُ قوتها روحُ طفلٍ على سجيتهِ في مهد الصِّغارِ، وأحيانا أراها مدينة عريقة من قديمِ الآزال، تَخطَت بسرمدية الآلامِ عبر العصور، واجتازت كلَّ الحروبِ كي تسكُنَ أحضاني.

وبما أنها لا زالت بي قائمة، جمعتُ لها سكانا يهمسون في نواحيها بالأناشيدِ الندية، يعلو صداهم فتطرب جليّة، ترجمتُ صمتها لُغةً بينهم وبين الفؤاد، وأعلنتُهُ عاصمة لها بعهد يعتنقوه سويًّا، فما زلتُ شاردَا في أسرارها كي أرُدَّ غُربتها، ويندمل جرحُ فُرقتها، وما زالت تُزحزحُ في دروبها كلَّ طارقٍ، تظفر بقولٍ واحدٍ:

“طوبى للغُرباءِ”!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى