أدبي

اقرأ

اقرأ

وقت النشر : 2022/03/12 04:18:44 PM

اقرأ
بقلم: رشا لطفي

اقرأ

خاطرٌ يفزعني، يؤرقني، يُشعِل فكري ليل نهار.. أتوقف كثيرا عنده لأتأمل لفظةً صغيرةً شاهقةً لافتةً من كلام ربِّي.. وليست بلفظةٍ عاديةٍ أتت في السِّياق ( وكلُّ كلامِ ربِّي مُحكَمٌ مُعجِز)، وإنما هي مبدأُ النُّورِ ومُستَهَلُّ الإشراقِ والتَّنويرِ والمعرفةِ الربانيّة.. أتساءل كيف يكون مُبتدأُ وحيِ السَّماءِ ومُحكمِ تنزيلِهِ لأهلِ الأرضِ أمرًا بالقراءة!!!

“اِقرأ”.. فماذا أقرأ يا رب؟! الفعل جاء ها هنا لازمًا لا مفعول له.. هو أمرٌ مُطلقٌ لا قيد فيه ولا شرط.. لا تحديد فيه لصفةِ المقروء أو هيئته أو موضوعه.
“اقرأ” أفي كتاب اللّٰه أقرأ؟
“اِقرأ” أفي الكتب الشرعية أقرأ؟
“اِقرأ” أفي آياتِ اللّٰهِ، ودقائقِ خلقِهِ، وإعجازِه المسطورِ علىٰ صفحاتِ الكونِ أقرأ؟
“اِقرأ” أفي كلِّ مكتوبٍ أقرأ؟
“اِقرأ” مُطلَقٌ ومتنوعٌ لك الاختيارُ فيما تقرأ.. مطلقٌ فلا حدود فيه لعلم أو معرفة في شتى الاتجاهات والمناحي، ومتنوعٌ قدر ما يتنوع البشر في ميولهم وتوجهاتهم وقدراتهم وطاقاتهم.. لكن فلتعلم أيها القارئ أنَّىٰ قرأتَ أنك إنما تقرأ باسم ربك الذي خلق؛ فلا تقرأ إلا ما يرضي ربك ويقربك إلى معرفته إما بذكرٍ أو بحسٍّ أو بعلمٍ أو بفكر.

“اقرأ” وتتعملق الكلمة، وتتضخم حتى تُذَكِّرَني بأنِّي فردٌ ضعيفٌ ممن اختصَّهم اللّٰهُ بموهبةِ أن يكتبوا للناس ما يقرأون.. آتاني من لدنه عقلًا وحِسًّا وقلمًا وها أنا أكتب وأكتب وأكتب وأدعو القراء أن هلموا إلى ما كتبتُ لتقرأوا.. فهل يستحق ما كتبت أن يكون مما يشمله أمر ربي بالقراءة؟؟
تساؤلٌ يقف القلمُ عنده مترددًا قبل كلِّ حرفٍ يَخُطُّهُ، وعند نشرِ أيِّ موضوعٍ يطرحُه.

فيا معشرَ الكُتّابِ هذه خاطرتي بين أيديكم ، وقد جعل اللّٰهُ أحدَ منابعِ القراءةِ في أنفسِكم، أفلا تتفكرون؟!!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى