أدبي

كـــم مـــرة

وقت النشر : 2022/03/20 10:44:33 PM

كـــم مـــرة

بقلم: صخر محمد حسين العزه

حياتنا محطات انتظار تمرُّ علينا، ونحن في الدنيا كالقطار يجمعنا في محطة ويُفرقنا في محطةٍ أُخرى، فكم مرةٍ قد تمرُ عليك فُرصٌ في الحياة وقد تكون هي مُفتاح نجاحك في الحياة وتتجاهلها للبحث عن الأفضل، وكم مرة قد يمُرُّ عليك أصدقاء قد يكون على يدهم أُسس السعادة والرقي لكم، فإن لم تختر الأفضل منهم ليكون لك الأخ الذي لم تلدهُ أُمك ليكون لك عونًا وسندًا في مواجهة أعباء الحياة وشظف العيش، فليس الأصحاب بالعدد بل بالأفضلية، فكم من كثرة كانوا كغثاء السيل يذهب هباءً وكما قال الإمان الشافعي رحمه الله :

ما أكثر الأصحاب حين تعدهم

 ولكنهم في النائباتِ قليلُ

وكم مرة تمرُ عليك لحظات جميلة في حياتك وتتناساها

للبحث عما هو أجمل منها، وكم مرة قد تمر عليك في حياتك نساء ولكن واحدة فقط قد تكون هي سر سعادتك ولا تحافظ عليها وعلى حبها لك وتبقى ذكرى أليمة لأنك لم تصنها، ولكن لا تندم على حبٍّ عشته حتى لو صار ذكرى تؤلمك، فإن كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها، ولم تبقى منها غير الأشواك، فلا تنسى أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.

بالنهاية الإنسان مهما عمل ومهما قدّم لن يأخذ إلا ما قدرهُ الله له، وقد خُلِقَ الإنسان في كبد وقد قال الله تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) أي في شدة وفي طلب المعيشه، فلا تتعب نفسك بالبحث، واغتنم أول فرصة نجاح حباها لك الله، وكن قنوعًا بما قسمه الله لك، ونحن جميعًا ضيوفٌ على هذه الأرض وكل منا له محطة انتظار ومحطة وقوف ليحط منها الرحال، فعلينا أن نقدم دائمًا الأجمل لتبقى لك ذكرى جميلة في رحلتك الأخيرة، وكما قال المفكر الهندي رابندرانات طاغور : ( أيتها الأرض وطئتُ شاطئك غريبًا وعشتُ في داركِ ضيفًا وأغادركٍ صديقًا.

قد نغيب كالشمس الغاربة، وقد يلهينا الزمن، ولكن يبقى نبض القلب لا ينسى الأحبة، وتبقى ذكراهم التي تركوها لنا، فكم من الأحبة نلقاهم في خيالنا.

*تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى