أدبي

حضنك موطني

وقت النشر : 2022/03/21 01:15:57 PM

حضنك موطني

بقلم: د/ بانسيه محمد فضل

حضنك موطني ،منذ أن كنت جنينا وأنا أنهل من نهر عطائك،وتكون دمي من دمك ،وجسدي استمد قوته من جسدك.

نزع الله من قلبك الأنانية، فوهبتني من راحتك وصحتك ،حتي علي حساب نفسك.

 ولدت لأسمع نبضات قلبك، ألوذ بك عن العالم أجمع ،وأتنفس رائحتك لأشعر بالحنان.

فحضنك موطني، لم استمد منه الحنان فقط، لكني ارتشفت منه كل خبرتك في الحياة.

أطعمتني من يديك طعم الحب،و سهرت علي راحتي وكنت داعمة ًَ لي في كل خطواتي.

كبرت قليلا صرتِ معلمتي الأولى، وتعلمت علي يديك الكثير منذ نطقي الحروف الأولي، حتي كل العلوم واللغات.

 علمتني العطاء وحب الآخرين، بل حب الخير والكرم دون انتظار مقابل، كنت نبراسا هاديا، بل ملاكا يبعث الحنان والأمان لكل من حوله،

أردت أن أكون الأفضل ،لأرى بعيونك لمعة الفخر بي، ليس لذاتي بل لكوني ابنتك وأسير علي دربك.

حتي في عرسي كانت نصائحك الطيبة تتردد بأذني، لازمتني بحياتي، حتي وإن جئتك شاكية ترددي علي مسامعي.

صوني زوجك واهتمي بأهله، لم تتركي مجالا لي للتذمر أو الشكوى.

كبرت يا أمي صرت أما، لكني لم أستطع أن أكون في مجمل حكمتك وحنانك، أحاول أن أسير على دربك، وأتلحف بصبرك وطول بالك.

كبرت الآن يا أمي صرت نسخة منك، حتي ما لمتك عليه يوما، كررته دون أن أدري.

كأني ارتشفت منك اكسير الحياة ينتقل من جيل الي جيل.

حتي حب الشعر والادب ،اكتشفت انها من جيناتك، نشأت علي كلماتك الرائعة ،أغانيك الجميلة وقصصك الهادفة التي تربيت عليها منذ الصغر.

وفي عيدك أدعو لك بالصحة والسعادة.

ودمت لنا نبع للعطاء ونهرا للحنان وفنارا يضئ لنا الحياة ولا حرمنا الله من دعواتك التي نعيش علي بركتها أبد الدهر.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية

حضنك موطني منذ أن كنت جنينا وأنا أنهل من نهر عطائك، تكون دمي من دمك ،وجسدي استمد قوته من جسدك

حضنك موطني منذ أن كنت جنينا وأنا أنهل من نهر عطائك، تكون دمي من دمك ،وجسدي استمد قوته من جسدك

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى