أدبي

عن البر

وقت النشر : 2022/04/11 05:38:56 PM

عن البر

بقلم: أسماء سعيد

علمت قبلاً أنها ليست بالعلم فقط، بل بالتقوى، والعقل، وحنان القلب ورقته.

كثيرا ما قفز في عقلي موقف الرجال الذين سد عليهم الغار حين احتموا به من المطر، فتوسل أحدهم لله ببره؛ كان من عجيب موقفه أنه حينما تأخر ذات يوم في عودته بغنمه والحليب، لم يرد أن يشرب منه ولده ولا زوجه قبل والديه، وظل ممسكا به إلى أن استيقظا وشربا أولا.

وفي زماننا ضاع العلم، وتبخرت الحكمة والبر فقل ما نجدهم؛ “ذكر” جعل أمه تترك البيت زاحفة على السلم إرضاء لمن تدعى زوجته، وذكر أو مجموعة ذكور تركوا والديهم في دار مسنين إلى أن يموتوا دون أن يملأوا أعينهم برؤية فلذات أكبادهم، ومسنة تموت وتبدأ جثتها في التحلل دون أن يعرف أحد.

أي قلوب امتلكها الناس في زماننا؟! وأي عقول حكموا بها على الأمور التي هي من المفترض مسلمات!

المريح والصعب المؤلم في الوقت نفسه أنه كما تدين تدان في الخير كما في الشر … أن البر كالعقوق كلاهما سيرد.

رجل الغار منذ قرون كان قلبه أحن من ذكور تخرجوا من جامعات أو اكتفوا بمدارس، أو حتى لم يخطوا إليها، لكن العلم في زماننا سهل ميسر في الجوالات وعلى شاشات التلفاز وقبله الفطرة السليمة .

لا أعرف كيف شعور من إن أتى زمان كزماننا ورأى ما نراه وسمع ما نسمعه يوميا من أخبار وآلام، العبرات جمدت في الأعين من كثرة ما ذرفت قبلًا. فالأحداث في زماننا متسارعة مفاجئة وكثيرا ما تكون مؤلمة، وحالنا ينذرنا أن الساعة اقتربت فكثير من علاماتها تتحقق وما من متعظ.

  نرى الشباب يخطفهم موت الفجأة، والحوادث والغرق، نرى كثرة البلاء وتنوع المرض وما من متفكر .. في الحقيقة الكثير منا يحتاج جلسة مصارحة للنفس .. هل نحن مستعدون للقاء، للسؤال على حالنا هذه؟ أم نحتاج لمراجعة تصرفاتنا والبدء من جديد ليس من أجل الآخرين بل من أجل أنفسنا أولاً؟

عن البر
عن البر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى