مقالات متنوعة

أطروحات

وقت النشر : 2022/05/09 08:14:18 AM

بقلم: أميرة لطفي

أطروحة اليوم: “حبيبتي من أنتِ؟!!”

أنتِ قوة التغيير في المجتمع، أنتِ من سطرتِ على مر العصور والتاريخ أعظم التضحيات والروايات، وأسهمتِ في بناء أسرتك ومجتمعك، وتطويره بشكل فعّال، والحفاظ على أمنه واستقراره، فحضورك اللافت في مختلف جوانب الحياة، وإصرارك على الوقوف بجانب الرجل ومساندتك له؛ دليل على أنكِ عنصرٌ أساسيٌ في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

 

أنتِ كل المجتمع ومن فيه، أو بمعنى أدق أنتِ نصف المجتمع، وأنتِ أيضًا من يربي النصف الأخر، لا يستطيع أحد أن يغفل دوركِ في المجتمع، وبدونك لا تسير عجلة الحياة؛ فأنتِ شريكة الرجل وسنده، أنتِ من تعملي على توطيد العلاقات بين أفراد العائلة والمجتمع، وقد قال حافظ إبراهيم متغنيًّا في دور المرأة في تنمية المجتمع والأسرة:

الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا سيد الأعراق

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا.. بِالريِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

 

أنتِ الكائن اللطيف الذي خلقه الله، وأودعه أسرار الكون في الحبِّ والحنان، وأنتِ التي رفعت لها القبعات لدورها الفعال وبصمتها الواضحة في المجتمع، فكنتِ أنتِ المسؤولة عن تربية الأجيال ذكورًا وإناثًا لبناء مستقبل أفضل للوطن، أنتِ الإرادة والتحدي، أنتِ المرأة التي لها تاريخ مشرف، فأنتِ العزة والشموخ في أبهى صورهم وماضٍ يحتذى به، أنتِ المرأة التي أثبتت عظيم مكانتها ومنزلتها، فبدونها لا يصلح المجتمع، وقد قال رسولنا الكريم:

“إنما النساء شقائق الرجال” أخرجه أبو داوود

نعم، أنتِ الأم والقائدة القادرة على تربية جيل له دور في المجتمع، ويعمل على الحفاظ عليه وتنميته في شتى المجالات، أنتِ الأكثر تأثيرًا وإسهامًا في نجاح هذا الجيل؛ لذلك فأنتِ لكِ دورٌ أساسي في قيام الحضارات والأمم.

 

أنتِ الشريك الأساسي في المجتمع، من لا غنى عنها لاستمرار الحياة، فأنتِ الحب والحنان والعزيمة والإصرار والحكمة والقوة، أنتِ حجر الأساس في الأسرة، والرّكن والوتد أنتِ رمز الإنسانية جمعاء، ولا يمكن أن نفصلك عن المجتمع، فأنتِ من المكونات الرئيسية له؛ الأم والزوجة التي تسطر قصص العظام من الرجال، القادرة على إعمار الأرض وإعداد الأجيال القادمة، وأيضاً الابنة المطيعة، والجدة والأخت الحانية، والخالة، والعمة، أنتِ المرأة التي تقلدت مناصب عديدة منها: الوزيرة، والمعلمة، والطبيبة، والمهندسة، والمربية، ومصنع الرجال المبدعة في مختلف المجالات كالآداب، والعلوم، والفنون، وغيرها، والكثير من المعاني والإضافات المختلفة للمجتمع، فأصبحتِ لكِ أدوار كبيرة في الحياة العملية، وأثبتِّ أنك قادرة على القيام بها وأدائها دون أن يؤثر هذا على حياتك الأسرية، فقد كرّم الإسلام المرأة وأوصى بها، فقال نبينا الكريم :

“استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ” المصدر: صحيح ابن ماجه،

 

أنتِ القادرة على القيادة والريادة في جميع مجالات الحياة، وأصبحتِ تشغلين أعلى المناصب المختلفة، وأنتِ من شاركتي في ميدان التنمية الاقتصادية؛ بما تشغلينه من مناصب قيادية وإدارية فاعلة، وصولاً إلى المناصب السياسية التي جعلت منها خير مساندٍ للرجل في صنع القرار واتخاذه؛ حيث أصبح لكِ الكثير من الأدوار التي تقومين بها.

 

كل هذا حبيبتي له مقابل ومردود وهو المسؤوليات، والمهام، والواجبات التي عليكِ القيام بها حتى تحققي الأمنيات والطموحات، وتكتمل رسالتكِ التي خلقك الله من أجلها، وهنا لابد من فهم ذاتكِ، وتطويرها، وتجويدها، وإدارة العقل بطريقة إيجابية، مع وجود الإرادة القوية التي تستطيعين من خلالها تحقيق الثقافة الذاتية في شتى مجالات الحياة، بالإضافة إلى الدراسة خلال سنوات حياتك، بداية من الدراسة الابتدائية، حتى آخر مستوى دراسي وصلتي له، أيًا كانت درجته العلمية، فأنتِ -وبناءً على مؤهلاتكِ العلمية والثقافية والاجتماعية- تتنوع أدواركِ في المُجتمع على مُختلف الأصعدة،

لقد قال مصطفى محمود رحمة الله عليه: ” القشة في البحر يحركها التيار، والغصن على الشجرة تحركه الرياح، أما الإنسان وحده هو من تحركه الإرادة”، ولذلك لابد أن تعدي نفسك وتحافظي على كيانك ووجودك لكي يكون لك دور فعال في المجتمع، وتستطيعي تحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي، والسياسي… إلخ، لنفسكِ.

 

نحن دائمًا نسعى للتقدم، ومسايرة كل ما يدور حولنا، أهمها من وجهة نظري: تنمية وتطوير ذاتك، ويأتي بعدها أسلوب الحياة التي تعيشينه، واتيكيت التعامل في مختلف المجالات والمواقف والعلاقات الأسرية والنضوج النفسي… إلخ، كل ذلك من أجل أن يكون لديكِ الثقافة والوعي، لكي تكوني نموذج يحتذى به للنّجاح والتّميز والإبداع.

ولنا يإذن الله حديث آخر جديد…

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى