مقالات متنوعة

وقت النشر : 2024/05/22 02:22:53 PM

أنا والنجاح

كتبت: د/ سلوى محمد علي

بحثت كثيرًا عن معنى النجاح في خبراتي ومذكراتي ونماذجي البشرية المختلفة التي قابلتها وتعاملت معها، وجدت أن النجاح بمفهومه البسيط هو أن تصل إلى هدفك ومنتهاك، أن تبذل قصارى جهدك في أن تقف بصفوف المتميزين، أن تنمو لديك أهدافك ولا تقف عند حد حتى لا تتوقف عن تنفس الحياة.

أن تنتصر في معاركك وتختذل الخبرات وتعتصر وتتجاوز العقبات حتى تنجو من فخ الانكسار، أن تقع وأنت تنظر إلى السماء وتقف وتعلو من جديد.

فالحياة ليست مفروشة بالورود، ولكن بالإرادة والمداومة واليقظة وحسن التعامل والتوكل على السند الحقيقي وهو الله -عز وجل- تستمر حتى تظفر بما تتمناه.

إن التنافسية والمزاحمة لها أنياب حادة، وليست بالنوايا الحسنة فقط تقتلع الحقوق؛ فزرع أو نزع فكرة أو إنمائها وريها يحتاج إلى جهد مضاعف في أن تصل إلى مبتغاك.

 

أن تجد من يؤمن بقدراتك ويسمح لها بأن تهندل وتطوع لخدمة الأهداف الحقيقية للنجاح، أن تعمل بروح الفريق وليس لجني مجد شخصي تنسب له، وأن تنظر إلى كل الأبعاد وأنت على مسافة واحدة في أصعب وأحلك الأوقات.

أن نخرج من شرنقة التقوقع والانفرادية إلى اجتذاب عناصر الرقي والاعتراف بالفوارق والمقومات الشخصية والكفاءة المهنية المكتسبة من مهارات التعلم وخبرات المعطيات.

لقد علمني معلمي الجليل -أبي الحبيب رحمة الله عليه- أن نيل المطالب والعلا ليس بالتمني ولكن بحفر الصخور والارتقاء بذاتك بألا تقف عند نقطة.

وأن الخسارة أو فشل المحاولة ما هي إلا أول خطوة في سلم تغيير رصيد الخزيان؛ فلولا التجربة ما كانت الخبرة، تعلمت أن الدرس القاسي هو ما يعلم فيك ولا تنساه حتى وإن تجاوزت موعد الاختبارات.

تعلمت أن للنجاح مذاق يجعلك تشعر باختلافك ويلهث الجميع للقرب منك للتعلم أو للقرب من بلورة الأضواء.

تعلمت أن النجاح حدوتة حياة تبدأ من بداياتها بأن نغرس في نبتتنا الصغيرة منذ نعومة أظافرها أن يكونوا أسوياء، أن نخفي لديهم ياء المتكلم، ونحيي ضمير نحن لصنع نسيج العظماء.

زر الذهاب إلى الأعلى