أدبي

صورتك على حسي

وقت النشر : 2022/05/09 05:45:57 PM

صورتك على حسي

بقلم: مصطفى نصر

جاءه اتصال من ذلك الرقم الذي يزيد الأدرينالين في الدم فترتفع ضربات قلبه،

تعرّف عليه من خلال النغمة المميزة جدًا من مقدمة فيلم التايتانك لـ “سيلين ديون”، التي ما أشرك فيها إنسانًا قط مع من رسم صورتها على حسه،

جاءه من الطرف الثاني صوت صديقة حبيبته تحاول أن تقلد صوت حبيبته، ولكن هيهات!

قلت لها حبيبتي هذه نسخة واحدة أصلية غير قابلة للتحوير ولا التقليد،

حاول اليونان والرومان والفراعنة استنساخ نسخة أخرى منها منذ القدم لكنهم فشلوا،

حاول الفرس والروم في العصر الوسيط لكنهم أخفقوا، حاولت دول الناتو وحلف الأطلسي التنافس على صنع نسخة أخرى حديثًا فبارت تجارتهم،

لأن حبيبتي مهما فعلوا بكل ثورتهم التكنلوجية الحديثة، بكل مافيها من تقنيات النانو،

فهي لا تقبل القسمة على أي عدد سواءً كان فرديًا أو زوجيًا أو حتى بين بين.

قلت لها أن صوت حبيبتي غير قابل للتقليد بالنسبة لي، لأني نلت درجة الدكتوراة في النبر الصوتي له،

وأصبحتُ أستاذًا دكتورًا في قراءة الحالة الشعورية الوجدانية لها في كل ربع تون من صوتها،

أعرف من نبرات محددة في صوتها هل هي مريضة أم جائعة أم بردانة،

وأعرف من أرباع التون في القرار متى أفاقت من النوم وهل هي في مزاج رائق أو سيِّئ أم وسطًا بين بين،

ومن ثلاثة أرباع التون في الجواب، ما هي رغبتها في تلك اللحظة بالذات،

وفي كل اهتزازة وتموج كل ديسابيل في حبالها الصوتية حالتها الشعورية

الوجدانية الدقيقة، وما قالته علنًا أو بين السطور، وما لم تقله وجعلته مكنونًا في صدرها، فمن أنت أيتها الصوت المسطح من كل ذلك، وهل تظنين أني أنخدع؟

لم أسمع في الطرف الآخر كلمةً واحدةً منها، لكني سمعت في الأخير صوت رنين متقطع ثم انقطاع الاتصال.

صورتك على حسي
صورتك على حسي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى