أدبي

صمت ناطق

وقت النشر : 2022/05/17 04:31:00 AM

صمت ناطق
بقلم: شيماء عبد المقصود

صمت ناطق

صص

 

وبعيدًا كل البعد عن ابتكار مسميات لذاك

المذهب الصامت، وابتداع المخترعين له

بأنه لغة المخذولين، وهذا غير صحيح،

واتهام غير عادل بالمرة.

الصحيح هو أننا قد نكون – وأقول قد

نكون – ودون خجل ولا عجز من اعترافي

بأنني من أصحاب تلك الطائفة، فهل تُرانا

قد اخترنا بعضنا البعض، أم هو طنين

استهدف مسامعنا في فضاء صمتنا.

 

فقد رأيتُ أنَّ للصمت فمًا في كل مكان،

يحوي صمتنا، وبما أنَّ له فمًا، إذن له لغة،

إذن له كلمات، وعبارات، وأحرف.

فرأيتَني في النهاية أقفُ أمامَ مخلوق

غريب، لا هو من الإنس، ولا هو من الجن،

مخلوق يسعى بين دروب الحياة، يُلملم

أصوات أولئك الصارخين، الثائرين على

كظم دون بوح ليُربت على أفئدتهم

الخفية.

 

تحسَبْهُ من قوة تحمله أنه صُنع من حجر،

وفي الحقيقة هو مبعوث خفيّ يتبَع

أصوات القابضين على جمر الحياة،

فيُخاطبهم بلغةٍ لا يتفهمها إلا هم، فيفضي

إليه الشاكي دون كلام فيسمعهُ ويُراضيه

عن طيب نفس.

 

يقول محمود درويش: أُصغي إلى

الصمت، هل ثمة صمت؟!

لو نسينا اسمه، وأرهفنا السمع إلى ما فيه،

لسمعنا أصوات الأرواح الهائمة في

الفضاء، لو أرهفنا السمع إلى صوت

الصمت، لصار كلامنا أقل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى