أدبي

خاطرة

وقت النشر : 2022/08/25 04:28:24 PM

خاطرة

بقلمي: د/محمد السيد الاسكندراني

خاطرة

قصدوني لأكتب خاطرة فأخطرت عقلي أمراً.. أنْ حضِّر لي خَاطرة

فقلَّب عقلي في تاريخه، وأخذ يبحث، وأدرك أنَّ هناك واحدة

لكنها خاطِرة

ورغم أنها مجرد خاطِرة، إلا إنها فريدة واحدة

وفي نفس الوقت حاضرة باقية وخالدة

خطرت ببالي ذات مرة واحتلت الجسد والصدر والذاكرة

فقد كانوا حدثوني قَبْلَاً أن الخاطِرة تخطر على البال

وتمر غير آبِهٍ لها أو آبهة

لكنها جلست واستقرت وعاشت، وحفرت بجمجمتي بيوتاً عامرة

أنِسَتْ وآنَسَت القاهرة، قهرني بهاؤها وذكاؤها ولطفها

كل ذلك خطفني خطفةً خاطفة، وها أنا أكتب؛ وما زلتُ أقصُّ خاطرتي، وأدوِّن خواطري أمامهم ودونهم

حتى تثاقلوا؛ واكتفوا من الكلام، وأشاروا عليَّ بالخاتمة

فشرطهم ألا تزيد خاطرتي عن مائةٍ وعشرين كلمةٍ قائلة

فتعجبتُ مما قالوا!

فلا تكفيها الغالية مداد البحور؛ وأقلام شجرها

إنها حبيبتي الخاطرة الباقية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى