أدبي

لا أفعلها يدَ الدّهر

وقت النشر : 2022/05/22 03:34:41 PM

لا أفعلها يدَ الدّهر

بقلم: ميادة منير

لقد كانت في المشاعر التي تفضلت بها علي شيء يخالف سجيتي، وملمح لا يتفق وعقيدتي،

ولقد أبيتُ إلا نصف أرض أقف عليها كي أثبت أمام طغيان أفكاري، وأمشي فوقها بعد حينٍ لمّا يراودني عليك فؤادي،

حثيثة الخطى،فرارًا منك ولست أدري أمصيرٌ إلى الهزيمة أمامك أم النصر!

كنت أحلم…وتطوف الخيالات في مخيلتي، وكنت أستجلب الشخوص يحدثونني وأحدثهم، يرافقونني وأرافقهم،

يستبشرون بوحي السماء في اللقاء، حتى أتيتَ ذات ليلة إلى حلمي فطويت الماضي على غَرِّهِ،

وانشرحت نفسي بك من وهج طيبك الذي أتاني، لا بغيرك،

واستروحت إليك، ثم احترقت كياناتهم وابتعدوا بعد الخافقين كأنك أزحت كل المشاهد

التي كنت ألوذ بها بعاصفة نبضٍ قوية، وتوقد فكري وقتها،ولم أنم!

مهدتَّ إلي قطعة من السماء وألفًا من السحاب كي أبسط أحلامي هناك،

فوق عرش السكون الذي عاهدني، وبتلاوة الصوت الدفين كنت تسمعني،

وتنصت بغير كلام لتأوهات القلب الذي فطن وجودًا لشق الروح من أول وهلة.

جعلتني أقتطف من البستان زهرة واحدة فقط، لكنها أبدية، ومن الزهور أنفاسًا عطرة تنشر رائحة بلغ مداها مائة خطوة.

تشتاق إليك ذراتي والحيرة تملؤني، وشيء من بعيد يتربص الفكر ويزن الأمور بميزان الصدق؛

يخاطب مهجتي أن كوني في مكمنك ولا تنتظري ضربة تقسم ظهرك،

وتستعنف رجاءك، وتقوي الضعف وتجلب من نفسك التذمر، كوني في خدرك حتى يأتيك يقينًا،

ويتوج ما يدعونه جهلاً خاليًا من معالم النهوض والسعادة،

ابقي ولا تفعلينها؛ ليركنن فؤادك إليه ويميل ميل الشجر من ريح عاصف دونما قرار منك،

لا تفعليها وتلقي بفؤادك في دروب العشق

قبل أن يأتيك بكل ما فيه وما يملك طوعًا، وتيقني أن المحال قد يستحيل إلى واقع…إن صبرتِ.

لا أفعلها يدُ الدّهر
لا أفعلها يدُ الدّهر

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق مجموعة ريمونارف الأدبية

بينما. كذلك ثم بينمابينما. كذلك ثم بينما

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى