أدبي

لم أحلم

وقت النشر : 2022/06/02 11:52:27 PM

لم أحلم

بقلم: شيماء عبد المقصود

 

ولربما بيننا وبين هذا العالم الغامض ما لا

يقدر بفروق وقتية، وميقاته كميقات

الأفلاك الكونية، والخطي بيننا لا تقدر

بمسافات طويلة أو قصيرة، أو ربما، ربما

هي غمضة عين تخطفنا من على أعتاب

الواقع، وتغلق بوابة الجفون، فتتشابك

رموشها كأسلاك شائكة تفصل بين

العالمين. عندئذ تنقطع كل السبل بينهما،

ويبدأ ذاك العقلُ يتولد من شرنقته كما

الفراشة، يتراءى لكل منا كما يحلو له، أو

كما كان يتمنى أن يكون في واقعه.

فمتى كان الإنسان أسيرا في واقعه

لشعور ما، أو سافرَ بخيالهِ مكانا ما، أو

طال انتظاره لشىءٍ ما، وامتلأت ذاكرته

بكل تلك الصور، حينها تلاحقه عند أول

خطوة في ذاك العالم، فتبدأ تسترسل

صورة تلو الأخرى، وتسبح معه طوعًا

لنواقصه حتى تتأتي به لتمام امتلاء

الروح، مترجمة في شعور متهدج كما

الأمواج في ليلة قمرية سماؤها صافية

ويكأنك بالفعل تعايشها.

ورغم كل ذلك، ومهما طالت الأيام

والمسافات هناك، إلا أنه لا يقاس سوى

بثوان معدودة بالنسبة لواقعنا، حينها

تنطوي كل تلك الصور لمُجرد أن يقبل

الفجر، ويتنفس الصبح، وتقبل على

مشارف تلك البوابة، وتنفك شوائكها

 

يقول محمود درويش: فليس الحلم أن

ترى ما لا يرى على وتيرة المشتهي، بل هو

أن لا تعلم أنك تحلم، لكن عليك أن تعرف

كيف تصحو؛ فاليقظة هي نهوض الواقعي

من الخيالي منقحا، وعودة

الشعر سالمًا من سماء لغة متعالية، إلى

أرض لا تشبه صورتها.

هل في وسعي أن أختار أحلامي لئلا أحلم

بما لا يتحقق، كأن أكون شخصًا آخر؟!

 

 

ذات صلة

 

 

 

 

لم أحلم
لم أحلم

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى