أدبي

غريق أفكاري

وقت النشر : 2022/06/10 11:31:12 PM

غريق أفكاري

بقلم: أميرة نجم

غريق أفكاري

 

أفكار وتساؤلات لا تنتهي، بل كل شيء

يُعاد تجديده مرةً أخرى إلا شغفي أو

حماسي، فَقَد فُقِدَ هذا الشغف في بئر

أفكار وتساؤلات لا تنتهي، وقد قضى هذا

البئر على الشغف الذي كنت أحمله تجاه

كل شيء حتى مستقبلي، فقد ضاع كل

شيء، فكيف لي ألا أضيع أنا أيضًا؟!

فدعني أوضح لك بعض التساؤلات..

 

أيها الذات التي كنت ضدها يوما ما، أنتِ

وحدكِ من كان معه الحق بتلك

التساؤلات، أنا أعلم أنني سأتذوق طعم

الخذلان دائما، أنا من يعلم أنني سأبقى

وحيدًا حتى وإن صاحبت العالم كله لكي

أبتعد عن الانعزال، سأبقى وحيدًا في كل

مرة حتى في الازدحام وحيد، ولكن هذه

الوحدة بداخلي.

 

ذات صلة

ولكني كنت أحاول فهم ذاك الوهم، ومن

يعشه؟!.. أنا أم العالم؟!.. كنت أحاول

إدراك الأمور، وكنت في صراع دائم معكِ

أيتها الذات بسبب هؤلاء البشر.

أشعر بضجة كبيرة، ولكن هذه الضجة

داخل رأسي، فلا أريد شيئًا سوى التخلص

من هذه الضجة، غرقت في بئر أفكاري

المشتتة، لا أعرف ماذا أريد، ولا أعرف

في أي عصرٍ أنا متواجد!

 

بل أعرف أنني أصبحت تائه؛ تائه في

أرض الأفكار التي لا تنتهي، صراع مع

العقل في التفكير؛ تفكير في الماضي

والحاضر، حتى الأشياء التي خذلتني، من

هي السبب في إسقاطي في بئر الأفكار

هذا، والآن أنا لا أريد شيئًا سوى الراحة؛

الراحة من صوت أفكاري المؤذي، فلقد

تحول بئر الأفكار هذا إلى بئر تساؤلات،

فأريد أن أستريح من ذاك الصراع.

 

أنت تعلم أنك ستتعرض للخذلان في

النهاية؟.. لماذا تريد الاقتراب من أحد؟..

لماذا تريد البقاء، وأنت تعلم أن هذا

المكان لا يشبهك؟.. لماذا تريد أن تبقى

النصف المجني عليه، وليس الجاني في

قصة الحياة المفرطة؟.. لماذا تريد

أشخاصًا أنت ليس من ضمن مفكرة

الأفكار اليومية لهم؟!!

كنت على أشد الثقة أنهم لا يريدونك،

ولكن الوهم الزائف الذي صنعه لك خيالك

صدق أنهم على أشد الثقة بتلك الكلمات

المخادعة يا صديقي، أريد أن أبقى

المجني عليه دائمًا حتى لا أتعرض لأسئلة

اللوم والشماتة بأنني مُخادع، أريد أن

أبقى مع هؤلاء الذين خذلوني لأنني

صدقت الوهم بأن هؤلاء الأشخاص

حقيقيين، ووضعت نفسك في خانة

الانعزال.

 

ولكن أنا الآن لا أريد شيئًا سوى سلامي

النفسي، فكيف أستعيد ذلك السلام بعد

الفقد؟.. أين نفسي وكيف أتصالح

معها؟.. أين نفسي وكيف أجدها؟

إنها حياة، والحياة ما هي إلا تجارب نقع

فيها ثم نقوم، ولكن نتعلم ونبقى بأقصى

ما نملك من القوة وليس الضعف واليأس

والتخلي، كما أثبت لنفسك أن لا أحد قادر

على تحطيمك، اثبت للعالم أيضًا أنك بكل

القوة وقادر على مواجهة أي شيء حتى

في كل التجارب الزائفة، كنت في أقصى

القدرة، ولكنك كنت قويًا أمام العالم

فقط.

 

لا تُظهر ملامح ضعفك أمام أحد فلا أحد

يدوم لأحد، كلنا وهم زائف، والابتعاد عن

العالم هو أعلى درجات التصالح النفسي،

أنت من كان يبكي قهرًا في كل ليلة، ولا

أحد من البشر كان بجانبك، بل هم من

كانوا السبب في إسقاط أدمع عينيك، لا

أحد يبقى لأحد ولو بعد حين، كن أنت

لنفسك حين لا يبقى أحد.

 

كن العكاز الباقي لنفسك، كن مع نفسك

فكل نهاية فراق أيًا كانت فهي نهاية،

سواء ابتعد صديقك المقرب أم حبيبك أم

حتى عائلتك، كن مع نفسك ولا تكن عليها،

أنت وحدك من يعلم ذاتك، قم بالبحث

عنها ولكن عند الرضا ستبقى في أعلى

درجات التصالح النفسي، فمن أراد

الابتعاد عنك فأعنه أنت على هجرك، لأنك

ستبقى وحيدًا في النهاية دون معارف أو

أصدقاء.

 

 

 

 

غريق أفكاري
غريق أفكاري

زر الذهاب إلى الأعلى